التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت يعني: شدائده; يعني: عند الموت، وقيل: في جهنم، كما قال: ويأتيه الموت من كل مكان [إبراهيم:] 17.

والملائكة باسطو أيديهم ; أي: بالعذاب، عن الحسن، والضحاك، وقيل: لقبض أرواحهم.

[ ص: 626 ] أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ; أي: يقولون: أخرجوا أنفسكم من العذاب، وقيل: هو بمنزلة قول القائل لمن يعذبه: (لأخرجن نفسك).

وجواب (لو) محذوف، و (الهون) و (الهوان): سواء.

ولقد جئتمونا فرادى ; أي: واحدا واحدا، كل واحد منكم منفرد عن أهله، وهو جمع (فريد).

كما خلقناكم أول مرة يعني: حفاة عراة غرلا، كما جاء في الخبر.

وتركتم ما خولناكم ; أي: ما ملكناكم.

لقد تقطع بينكم ; أي: تقطع ما كان بينكم في الدنيا، وروي: أنها نزلت في النضر بن الحارث.

إن الله فالق الحب والنوى : (الفلق): الشق، قال مجاهد: هو الشق الذي في الحبة والنواة.

الحسن، وقتادة: هو فلق الحبة عن السنبلة، والنواة عن النخلة.

ابن عباس: معنى (فالق): خالق.

وتقدم: يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي .

[ ص: 627 ] فأنى تؤفكون أي: من أين تقلبون عن الحق؟

فالق الإصباح (الإصباح): مصدر (أصبح); والمعنى: شاق الضياء عن الظلام.

وجعل الليل سكنا أي: يسكن فيه.

والشمس والقمر حسبانا : (الحسبان): جمع (حساب); كـ (شهاب وشهبان)، ويجوز أن يكون مصدر (حسبته)، والمعنى: والشمس والقمر ذوا حسبان; يعني: أنهما يجريان بحساب في منازلهما لا يغادرانه.

الضحاك: المعنى: يدوران بحساب الليل والنهار، والشهور، والسنين.

مجاهد: حسبان كحسبان الرحى، وعنه أيضا: يدوران في قطب كقطب الرحى.

وقوله: وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة : (الإنشاء): الابتداء على غير احتذاء، و ( النفس الواحدة): آدم عليه السلام.

فمستقر ومستودع : قال ابن عباس: (فمستقر): في الأرض، (ومستودع): في الأصلاب، وعنه أيضا: (مستقر): في الأرض، و (مستودع): عند الله.

عطاء ومجاهد وغيرهما: (مستقر): في الرحم، و (مستودع): في الطلب.

ابن مسعود، والنخعي: (مستقر): في الرحم، و (مستودع): في القبر.

الحسن: (مستقر): في الدنيا، (ومستودع) في القبر]،وعنه أيضا: (مستقر):

في القبر، و (مستودع): في الدنيا.

[ ص: 628 ] ومن فتح القاف من (فمستقر); فعلى معنى: لكم مستقر، ومن كسرها; فعلى معنى: فمنكم مستقر.

ومعنى فأخرجنا به نبات كل شيء أي: كل صنف من النبات، وقيل:

معناه: رزق كل شيء.

فأخرجنا منه خضرا : (خضرا) بمعنى: أخضر.

حبا متراكبا : بعضه فوق بعض.

و(القنوان): جمع (قنو); وهو العذق، بكسر العين; وهي الكباسة; وهي عنقود النخل)، و (العذق); بفتح العين: النخلة، وقيل: (القنوان): الجمار.

و دانية : قريبة المتناول، عن ابن عباس وغيره.

الزجاج: معناه: منها دانية ومنها بعيدة; فحذف.

وجنات من أعناب أي: وأخرجنا به جنات من أعناب.

[ ص: 629 ] والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه : قال قتادة: ورقه مشتبه، وطعمه غير متشابه.

وقيل: تشابه أوراقها: أن ورق كل واحدة منها يشتمل على الغصن من أوله إلى آخره.

وقيل: منه ما يشتبه في الطعم، ومنه ما لا يشتبه في الطعم.

انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه : (ينعه) نضجه وبلوغه، فهو مصدر، وقيل: هو جمع (يانع); كـ (تاجر وتجر).

التالي السابق


الخدمات العلمية