التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

تقدم القول في وجه قراءة من قرأ: {فكيف إيسى}.

ومن فتح الواو من قوله: أو أمن} ؛ فهي واو عطف، دخلت عليها همزة الاستفهام، كما دخلت على الفاء في {أفأمن} قبله، و {أفأمنوا} بعده.

ومن أسكن الواو؛ فهي (أو)، وتكون إما للإضراب، ولم تبطل الأول، فهي للخروج من شيء إلى شيء؛ ويكون المعنى: أفأمنوا هذه الضروب من العقوبة؟ وإما أن تكون بمنزلتها في قولك: (اضرب زيدا أو عمرا) ؛ فالمعنى على هذا: أفأمنوا إحدى هذه العقوبات؟

أولم يهد للذين يرثون الأرض : من قرأ بنون؛ فالمعنى: أولم نبين؟ فـ {أن} على [هذه القراءة في موضع نصب بـ (نهدي)، ومن قرأ: بالياء؛ [ ص: 80 ] فالمعنى: أولم يتبين؟ فـ {أن} على] هذا في موضع رفع بـ (يهدي)، ويحتمل أن تكون على هذه القراءة أيضا في موضع نصب، على أن يكون المعنى: أولم يهد الله؟ والنون في أن لو نشاء : خروج من ذكر الغيبة إلى الإخبار عن النفس.

وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين : {إن} عند سيبويه: مخففة من الثقيلة، ولزمت اللام، والتقدير عند الكوفيين: وما وجدنا أكثرهم إلا فاسقين، وقد تقدم نظائره.

وتقدم القول في: حقيق على .

فإذا هي ثعبان مبين : (إذا) هذه هي التي تكون للمفاجأة، وما بعدها مرفوع بالابتداء، ويجوز في الكلام: (فإذا هي ثعبانا) ؛ بالنصب على الحال، وقوله: {هي} ابتداء، و (إذا): الخبر.

و {ساحر}، و {سحار}: متقاربان، إلا أن (فعالا) أشد مبالغة.

قالوا يا موسى إما أن تلقي : موضع {أن} عند الكسائي والفراء نصب؛ على معنى: إما أن تفعل الإلقاء، وأجاز بعض النحويين أن يكون موضعها رفعا؛ على تقدير: إما هو الإلقاء.

{تلقف}: من (لقف يلقف)، و {تلقف}: أصلها: (تتلقف).

قال فرعون آمنتم به : الاستفهام على التوبيخ والتقرير، ومن أبدل الهمزة [ ص: 81 ] واوا؛ فلانضمام ما قبلها، وتخفيف الثانية والأولى قد أبدلت؛ لأن الأولى في تقدير همزة؛ إذ البدل عارض، ومن قرأ: بالخبر؛ ففيه أيضا معنى التوبيخ لهم على إيمانهم.

وفتح القاف من {تنقم} لغة، حكاها الأخفش، وغيره، والكسر أشهر.

ويذرك وآلهتك : من قرأ: {ويذرك} ؛ بالرفع؛ فعلى تقدير: وهو يذرك، ومن أسكن الراء؛ فهو تخفيف من (يذرك) ؛ لثقل الضمة في الراء مع تكريرها، والنصب ظاهر.

ومن قرأ: {وإلاهتك} ؛ فمعناه: وعبادتك، و {آلهتك}: جمع (إله).

ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين : فتحت النون؛ لأنها نون جمع، ومن العرب من يعربها في (السنين)، وحكى الفراء عن بني عامر: (أقمت عنده سنينا) ؛ مصروفا.

[ ص: 82 ] فإذا جاءتهم الحسنة : موضع (إذا) نصب؛ بأنها ظرف للقول، ولا يجوز أن يعمل فيها (جاء) ؛ لأنها مضافة إليه، ولو جوزي بها؛ لجاز عمله فيها.

والقول في: {يطيروا} و {تطيروا} ظاهر، وتقدم القول في مثل: {طائرهم}، و {طيرهم}.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية