التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقوله تعالى: فاعلموا أن الله مولاكم أي: وليكم وناصركم، و (المولى): يكون المالك، ويكون الناصر، ويكون الحليف، ويكون ابن العم، ويكون المملوك.

وقوله: يوم الفرقان يعني: يوم بدر.

يوم التقى الجمعان : جمع المؤمنين والكفار.

إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى يعني: عدوتي الوادي الذي نزل عليه المسلمون والمشركون، فـ {الدنيا}: كانت مما يلي المدينة، و {القصوى}: مما يلي مكة، و (العدوة): شفير الوادي.

والركب أسفل منكم يعني: ركب أبي سفيان، وكان -فيما روي- إلى [ ص: 187 ] ناحية ساحل البحر، ولا يقال: (الركب) إلا للذين على الإبل.

ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد أي: لو تواعدتم على الاجتماع من غير أن يوفقه الله تعالى؛ لاختلفتم بالعوائق المعترضة.

ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا أي: ليظهر دينه.

ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة يعني: بـ (البينة): إقامة الحجة والبرهان.

إذ يريكهم الله في منامك قليلا قيل: المعنى: اذكر إذ يريكهم الله.

وقيل: المعنى: لسميع ما يقولونه إذ يريكهم، عليم بما في نفوسكم.

مجاهد : رآهم النبي صلى الله عليه وسلم في منامه قليلا، فقص ذلك على أصحابه، فثبتهم الله بذلك.

الحسن : المعنى: إذ يريكهم الله بعينك التي تنام بها؛ فالمعنى على هذا: في موضع منامك.

[ ص: 188 ] ومعنى {لفشلتم}: لجبنتم، ولتنازعتم في الأمر أي: اختلفتم.

ولكن الله سلم أي: سلم المؤمنين من الفشل، عن ابن عباس ، وقيل: سلم للمؤمنين أمرهم حتى أظهره.

وقوله تعالى: وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم : هذا في اليقظة، وقد تقدم القول فيه في [آل عمران: 13].

قال ابن مسعود : قلت لإنسان كان بجانبي يوم بدر: أتراهم سبعين؟ فقال: هم نحو المئة.

ليقضي الله أمرا كان مفعولا : تكرر هذا؛ لأن المعنى في الأول: ليقضي الله أمرا كان مفعولا من اللقاء، والثاني: ليقضي الله أمرا كان مفعولا من قتل المشركين، وإعزاز الدين.

التالي السابق


الخدمات العلمية