التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقوله تعالى: ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم : الألف بمعنى التقرير والتحذير.

{والمؤتفكات} يعني: مدائن قوم لوط، وسميت بذلك؛ لأنها قلبت، فجعل عاليها سافلها، وكانت ثلاث قريات، وقيل: أربعا، وقوله في موضع آخر: {والمؤتفكة} [النجم: 53] على طريق الجنس.

وقوله تعالى في وصف المؤمنين: في جنات عدن يعني: جنات إقامة، من قولهم: (عدنت بالمكان) ؛ إذا أقمت به، وكذلك قال ابن عباس: يعني: معدن الرجل الذي يكون فيه.

كعب: في جنات عدن : هي الكروم والأعناب بالسريانية.

ابن مسعود: هو اسم لبطنان الجنة.

الحسن: هو اسم لقصور في الجنة من ذهب، لا يدخلها إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو حكم عدل.

الضحاك: هي مدينة في الجنة، فيها الرسل، والأنبياء، والشهداء، وأئمة الهدى، والناس بعد حولهم في الجنات.

عطاء: {عدن} : نهر في الجنة جناته على حافتيه.

[ ص: 278 ] ورضوان من الله أكبر أي: أكبر مما هم فيه من ملك الجنة؛ وذلك لأنه سبب ما وصلوا إليه.

قال الحسن: يصل إليهم من رضوان الله من اللذة والسرور ما هو ألذ عندهم وأقر لأعينهم من كل شيء أصابوه من لذة الجنة.

وقوله تعالى: يحلفون بالله ما قالوا الآية:

روي: أن هذه الآية نزلت في الجلاس بن سويد بن صامت، قال: وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم المنافقين بأسمائهم، فسماهم رجسا-: والله لئن كان محمد صادقا على إخواننا الذين هم سادتنا وخيارنا؛ لنحن شر من الحمير، فقال له عامر بن قيس: أجل والله؛ إن محمدا لصادق مصدق، وإنك لشر من حمار، وأخبر عامر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وجاء الجلاس، فحلف بالله عند منبر النبي صلى الله عليه وسلم: إن عامرا لكاذب، وحلف عامر لقد قال، وقال: اللهم أنزل على نبيك شيئا، فنزلت.


وقيل: إن الذي سمعه وأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عاصم بن عدي الأنصاري.

وقيل: بل سمعه ولد امرأته؛ فهم الجلاس بقتله؛ لئلا يخبر بخبره، ففيه نزل: وهموا بما لم ينالوا .

وقيل: بل هم الجلاس بقتل النبي صلى الله عليه وسلم.

[ ص: 279 ] قتادة: نزلت الآية في عبد الله بن أبي، رأى رجلا من غفار يتقاتل مع رجل من جهينة، وكانت جهينة حلفاء الأنصار، فعلا الغفاري الجهني، فقال ابن أبي: انصروا أخاكم، فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: (سمن كلبك يأكلك)، والله لئن رجعنا إلى المدينة؛ ليخرجن الأعز منها الأذل، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فجاء ابن أبي، فحلف إنه لم يقله.

مجاهد: نزلت في رجل من قريش، يقال له: الأسود، هم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية