التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

{المعذرون} : الذين بالغوا في العذر، ومنه: (قد أعذر من أنذر) ، وتقدم معنى قراءة من قرأ: {المعذرون} .

قد نبأنا الله من أخباركم : تعدى (نبأ) ههنا إلى مفعول واحد، ثم تعدى بعد ذلك بحرف جر، ويجوز أن تقدر {من} زائدة، ويضمر مفعول ثالث، على [ ص: 302 ] ما يراه الأخفش من زيادة (من) في الواجب؛ فالمعنى: نبأنا الله أخباركم ظاهرة.

وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنـزل الله : موضع (أن) نصب، على تقدير: بأن.

ومن ضم السين من دائرة السوء ؛ فمعناه: الهزيمة والبلاء، ومن فتحها؛ فمعناه: الرداءة والفساد، وهما متقاربان.

ومن رفع {والأنصار} ؛ عطفه على {والسابقون} ، ومن جره؛ عطفه على {المهاجرين} .

ومن أهل المدينة مردوا على النفاق أي: قوم مردوا؛ فحذف الموصوف، وقد تقدم نظائره.

خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا : قيل: إن الواو في {وآخر} بمعنى الباء.

وقيل: بمعنى (مع) ؛ كقولك: (استوى الماء والخشبة) ؛ وأنكر ذلك الكوفيون، وقالوا: لأن (الخشبة) لا يجوز تقديمها على (الماء) ، و (الآخر) في الآية يجوز تقديمه على الأول، فهو عندهم بمنزلة: (خلطت الماء باللبن) .

وقوله: تطهرهم وتزكيهم بها : يجوز أن يكون {تطهرهم} وصفا لـ(الصدقة) ، [ ص: 303 ] وكذلك وتزكيهم بها ، ولا يصح على هذا أن يكون {تزكيهم} حالا من المخاطب، فيتضمن ضميره؛ لأنك لو قلت: (خذ ومزكيا) ، فأدخلت الواو وأنت تريد الحال؛ لم يجز.

ويجوز أن يكونا جميعا - أعني: تطهرهم وتزكيهم - حالين للمخاطب؛ التقدير: خذها مطهرا لهم، ومزكيا لهم بها.

ويجوز أن تجعلهما جميعا صفتين لـ(الصدقة) ، على ما تقدم، ويكون فاعل {تزكيهم} المخاطب، ويعود الذكر الذي في {بها} على الموصوف المذكور.

ولا يصح أن يكون أحدهما حالا، والآخر وصفا؛ لما تقدم من دخول حرف العطف.

ويجوز أن يقطع، ويكون مستأنفا؛ على تقدير: فإنك تطهرهم.

ويجوز الجزم على جواب الأمر، والمعنى: إن تأخذ من أموالهم صدقة؛ تطهرهم وتزكهم بها.

ومن قرأ: {تطهرهم} ؛ فهو منقول بالهمزة من (طهر، وأطهرته) ؛ مثل: (ظهر، وأظهرته) .

والجمع في (الصلوات) ؛ لأنها جماعة، والإفراد لأنه مصدر يؤدي عن [ ص: 304 ] القليل والكثير.

والهمز وتركه في {مرجون} : لغتان.

والذين اتخذوا : يجوز أن يكون {الذين} مبتدأ، والخبر محذوف؛ كأنه: يعذبون، أو نحوه، ويجوز أن يكون على تقدير: ومنهم الذين اتخذوا، وهو مردود على ما تقدم، وإضمار الواو مع الخبر بمنزلة إضمار الحرف مع الفعل في نحو: فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم [آل عمران: 106]؛ أي: فيقال لهم: أكفرتم؟ ومن أثبت الواو؛ عطف جملة على جملة.

وقوله تعالى: {أفمن أسس بنيانه} : البناء للفاعل وللمفعول فيه سواء في المعنى، وأما {أساس بنيانه} ، و {أسس بنيانه} ، و {أس بنيانه} ؛ فالمراد بذلك كله: أصل البناء الذي يرتفع عليه.

ووجه تنوين {تقوى} : أن تكون ألفه للإلحاق؛ كألف {تترا} [المؤمنون: 44]، فيمن نون، وأنكر سيبويه التنوين، وقال: لا أدري ما وجهه؟

[ ص: 305 ] والضم في {جرف} : الأصل، والإسكان: تخفيف.

فانهار به في نار جهنم : فاعل (انهار) : (الجرف) ؛ كأنه قال: فانهار الجرف بالبنيان في النار؛ لأن (الجرف) مذكر، ويجوز أن يكون الضمير في {به} يعود على (من) ؛ فالتقدير: فانهار بمن أسس بنيانه على غير تقوى.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية