التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى يعني: الولد، وقيل: (البشرى) : هلاك قوم لوط.

[ ص: 422 ] قالوا سلاما أي: سدادا من القول، وقيل: دعوا له، والمعنى: سلمت سلاما.

قال سلام أي: أمري سلام، أو سلام عليكم.

والرسل المذكورون ههنا: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ذكره جماعة من المفسرين.

وقوله: فما لبث أن جاء بعجل حنيذ أي: مشوي، وقيل: إنه المشوي بالحجارة، وقيل: (الحنيذ) : السميط.

وقال ابن عباس: وغيره: {حنيذ} : نضيج، و {حنيذ} بمعنى: محنوذ.

وقوله: فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم أي: لما رأى أيديهم لا تصل إلى العجل، وكانوا إذا رأوا الضيف لا يأكل؛ ظنوا به شرا؛ يقال: (نكرته) ، و (أنكرته) ، و (استنكرته) : بمعنى.

وقوله: وأوجس منهم خيفة أي: أحس، وقيل: أضمر.

وقوله: إنا أرسلنا إلى قوم لوط أي: بالعذاب.

وقوله: وامرأته قائمة أي: قائمة بحيث ترى الملائكة، قيل: كانت من وراء الستر، وقيل: كانت تخدم الملائكة.

وقوله: {فضحكت} : قال السدي: ضحكت تعجبا من امتناع الملائكة من الطعام.

قتادة: ضحكت من غفلة القوم وقد جاءهم العذاب.

وهب: ضحكت تعجبا من أن يكون لها ولد وقد هرمت.

[ ص: 423 ] وقيل: ضحكت حين أخبرتهم الملائكة أنهم رسل.

وقيل: كانت قالت لإبراهيم عليه السلام: سينزل بهؤلاء القوم عذاب، فلما جاءت الرسل بما قالت؛ سرت بذلك، وضحكت تعجبا.

وقيل: ضحكت تعجبا من إحياء الملائكة العجل.

وقيل: ضحكت من إبراهيم إذ خاف من ثلاثة، وهو يقوم بمئة رجل.

مجاهد: معنى (ضحكت) : حاضت.

قال الفراء: (لم أسمعه من ثقة) ، ووجهه: أنه كناية.

وقيل: في الكلام تقديم وتأخير؛ والمعنى: فبشرناها بإسحاق فضحكت.

ومن وراء إسحاق يعقوب أي: وهبناها من وراء إسحاق يعقوب، ودل (بشرنا) على (وهبنا) ، ومن رفع؛ فعلى معنى: ويحدث لها من وراء إسحاق يعقوب.

واشتقاق {وراء} من (المواراة) .

الشعبي: (الوراء) : ولد الولد، فبشرت بأنها تعيش حتى ترى ولد ولدها.

وكان عمرها يومئذ فيما روي تسعين سنة، وعمر إبراهيم عشرين ومئة، وقيل: كان عمرها ثمانيا وثمانين سنة، وإبراهيم أكبر منها بسنة.

[ ص: 424 ] واستدل بعض العلماء بهذه الآية: على أن الذبيح إسماعيل؛ لأنها بشرت بأن إسحاق يعيش حتى يولد له يعقوب.

وقوله تعالى: وهذا بعلي شيخا : (البعل) : الزوج، وأصله: القائم بالأمر، ومنه: أتدعون بعلا [الصافات: 125]؛ أي: أتدعون ربا لا يعقل، ولا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع؟

وقوله: قالوا أتعجبين من أمر الله : الألف للتنبيه.

رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت : قيل: هو دعاء، وقيل: هو تذكير بنعم الله عز وجل عليهم.

وقوله: إنه حميد مجيد : قال الحسن: مستحمد إلى عباده، وقيل: معناه: يحمد المؤمنين من عباده، و (المجيد) : الكريم.

التالي السابق


الخدمات العلمية