التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقوله: ولولا كلمة سبقت من ربك أي]: ولولا كلمة سبقت من ربك في تأخيرهم إلى الآخرة، لقضي بينهم في الدنيا.

وقوله: وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم : مذكور في الإعراب.

وقوله تعالى: فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا أي: لا تخرجوا [ ص: 448 ] عن حد الاستقامة بالزيادة على ما أمرتم، وقيل: المعنى: لا تطغيكم النعمة.

ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار : قال قتادة: أي: لا تودوهم، ولا تطيعوهم.

ابن جريج: المعنى: لا تميلوا إليهم.

أبو العالية: لا ترضوا أعمالهم.

ابن زيد: (الركون) ههنا: الإدهان، وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم.

و والذين ظلموا : أهل الشرك.

وقوله: فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية : قيل: معنى قوله: أولو بقية : أولو طاعة، وقيل: أولو تمييز، وقيل: أولو حظ من الله تعالى.

إلا قليلا ممن أنجينا منهم يعني: قوم يونس، ومن نجا مع الرسل، في قول ابن زيد وغيره، وهو استثناء منقطع.

واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه : قال مجاهد: من تملكهم، وتجبرهم، وتركهم الحق، و (المترف): المنعم.

وقوله تعالى: وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون أي: لم يكن ليهلكهم بالكفر وحده حتى ينضاف إليه الفساد.

الزجاج: يجوز أن يكون المعنى: وما كان ربك ليهلك أحدا وهو يظلمه؛ كما [ ص: 449 ] قال: إن الله لا يظلم الناس شيئا [يونس: 44].

وقوله: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة أي: على دين واحد.

ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم : قال ابن عباس في ولا يزالون مختلفين : يعني: اليهود والنصارى، إلا من رحم ربك : أهل الإسلام والإيمان.

الحسن: لا يزالون مختلفين في الأرزاق.

مجاهد، وقتادة، وغيرهما: يعني: اختلاف الأديان، وقالا في قوله: ولذلك خلقهم أي: ولرحمته خلقهم، فهو على هذا متصل بقوله: إلا من رحم ربك ، وقاله ابن عباس، واختلف عنه، وعن ابن عباس أيضا: خلقهم فريقين: فريقا يرحمه، وفريقا لا يرحمه.

عطاء: ولذلك خلقهم يعني: مؤمنا وكافرا.

الحسن: للاختلاف في الأديان خلقهم.

أشهب عن مالك قال: خلقهم ليكونوا فريقا في الجنة، وفريقا في السعير، ففي الكلام على هذا تقديم وتأخير؛ والتقدير: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين؛ ولذلك خلقهم.

وقيل: هو متعلق بقوله: ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ؛ فالمعنى: ولشهود ذلك اليوم خلقهم.

[ ص: 450 ] وقيل: هو متعلق بقوله: فمنهم شقي وسعيد .

[وقيل: إن معنى ولا يزالون مختلفين أي: يخلف خلفهم سلفهم؛ كقوله: (اختلف الملوان)].

وقوله تعالى: وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك أي: نزيدك به تثبيتا، وقيل: ما نثبتك به على أداء الرسالة، والصبر على ما ينالك فيها من الأذى.

وقوله: وجاءك في هذه الحق أي: في هذه السورة، عن ابن عباس، وغيره، وخصت بالذكر تأكيدا، وإن كان الحق في كل القرآن.

قتادة: المعنى: في هذه الدنيا.

وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم ، إلى قوله: إنا منتظرون : تهدد ووعيد.

وقوله: ولله غيب السماوات والأرض أي: غيبهما وشهادتهما؛ فحذف لدلالة المعنى.

التالي السابق


الخدمات العلمية