التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

(الفتى) في كلام العرب: الغلام الشاب، والمرأة (فتاة).

وقوله: قد شغفها حبا أي: دخل حبه في شغافها، عن مجاهد، وغيره.

الحسن: (الشغاف): باطن القلب.

السدي، وأبو عبيدة: (شغاف القلب): غلافه؛ وهو جلدة عليه.

وقيل: هو وسط القلب.

ومن قرأ بالعين غير معجمة؛ فالمعنى: قد وصل حبه إلى قلبها، فكاد يحرقه لحدته، وأصله: من البعير يهنأ بالقطران فيصل ذلك إلى قلبه.

وقوله: فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن : روي: أنها استكتمتهن ذلك، فأفشينه، فأرادت أن توقعهن فيما وقعت فيه.

وقيل: سمي ذلك مكرا؛ لأنهن فعلنه لتريهن يوسف.

وقوله تعالى: وأعتدت لهن متكأ : {أعتدت}: (أفعلت) من (العتاد)، [ ص: 495 ] وكل ما اتخذ عدة فهو عتاد.

و (المتكأ) في قول ابن عباس: المجلس.

ابن جبير: الطعام والشراب، وحقيقته: ما يتكأ عليه لطعام أو شراب من نمرقة وغيرها، وهو (مفتعل)، وأصله (موتكأ).

ومن قرأ: {متكا} ؛ فمعناه في قول الضحاك: الزماورد، وقيل: الأترج، واحدته: (متكة).

وقوله: وآتت كل واحدة منهن سكينا يعني: لتقطيع الفاكهة التي أعدتها لهن.

وقوله تعالى: فلما رأينه أكبرنه أي: أعظمنه وأجللنه، وقال بعض المفسرين: معناه: حضن، وأنشد في ذلك: [من البسيط]


يأتي النساء على أطهارهن ولا يأتي النساء إذا أكبرن إكبارا

[ ص: 496 ] وأنكر ذلك أبو عبيدة وقال: ليس ذلك في كلام العرب، لكن يجوز أن يكن حضن من شدة إعظامهن له.

وقوله: وقطعن أيديهن : قال مجاهد: قطعنها حتى ألقينها، وقيل: خدشنها.

عكرمة: {أيديهن}: أكمامهن.

وقوله تعالى: وقلن حاش لله : قال مجاهد: أي: معاذ الله، واشتقاقه من (الحشى) ؛ وهو الناحية؛ وكأن المعنى: أن السوء في ناحية بعيدة من الله تعالى.

وقوله: ما هذا بشرا : توهمنه من الملائكة، وأبعدن أن يكون من البشر، وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن يوسف وأمه أعطيا شطر الحسن).

قالت فذلكن الذي لمتنني فيه أي: في حبه، و (ذلك) بمعنى: هذا، وهو اختيار الطبري.

وقيل: (الهاء) للحب، و (ذلك) على بابه؛ والمعنى: ذلكن الحب الذي لمتنني فيه؛ أي: حب هذا هو ذلك الحب.

وليكونا من الصاغرين أي: الأذلاء.

وقيل: إن قولها هذا إنما كان قبل تخريق القميص، فوقع مؤخرا.

[ ص: 497 ] وقوله: قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه : قال الحسن: يعني: ما كان من عون النسوة إياها في ذلك.

ومعنى أصب إليهن : أمل إليهن.

وأكن من الجاهلين أي: ممن يستحق صفة الذم بالجهل، وفي هذا دليل على قبح الجهل.

وقوله تعالى: فاستجاب له ربه أي: أجابه [وهو القول من يوسف عليه السلام على وجه الخضوع والتسليم].

ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه : معنى {بدا}: ظهر، وهو مذكور في الإعراب.

السدي: كان سبب حبس يوسف في السجن أن امرأة العزيز شكت إلى العزيز أنه شهرها ونشر خبرها، والضمير في {لهم} للملك.

وقوله: حتى حين : قيل: سنة، وقيل: سبع سنين.

وقوله: ودخل معه السجن فتيان : قيل: كانا غلامي ملك مصر الأكبر، وكان أحدهما صاحب طعامه، والآخر صاحب شرابه، رفع إلى الملك -فيما ذكره المفسرون-: أن صاحب طعامه عزم على أن يسمه، وأن الآخر مالأه على [ ص: 498 ] ذلك، قاله السدي وقتادة.

وقوله تعالى: قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا يعني: عنبا؛ والمعنى: ما يكون خمرا، والذي قال ذلك: ساقي الملك.

وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه : قيل: يعني بقوله: {خبزا}: ثريدا.

وقوله: إنا نراك من المحسنين : قيل: إنه كان في السجن يداوي المرضى، ويعزي المحزونين، ويعين المظلومين، ويجتهد في العبادة، قاله قتادة، وغيره.

وقيل: المعنى: ممن يحسن عبارة الرؤيا.

وقيل: المعنى: إنا نراك من المحسنين إن نبأتنا بتأويل ما رأينا.

وقوله تعالى: قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما : (التأويل) ما يؤول إليه أمر الشيء.

قال السدي: المعنى: لا يأتيكما طعام ترزقانه في منامكما إلا نبأتكما بتأويله في اليقظة.

ابن جريج: كان الملك إذا أراد قتل أحد؛ صنع طعاما، فأرسل به إليه؛ فالمعنى: لا يأتيكما طعام ترزقانه في اليقظة.

[ ص: 499 ] الحسن: كان يخبرهما بما غاب؛ كعيسى عليه السلام.

وقيل: إنما دعاهما بذلك إلى الإسلام، وجعل المعجزة التي يستدلان بها إخبارهما بالغيوب.

وقوله تعالى: إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله الآية؛ يعني: الملك وأصحابه.

التالي السابق


الخدمات العلمية