التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قال السدي، وغيره: كان سبب مجيء إخوته القحط الذي ذكره يوسف عليه السلام في عبارته رؤيا الملك.

ولما جهزهم بجهازهم يعني: الطعام الذي امتاروه من عنده.

وقوله: ائتوني بأخ لكم من أبيكم : كان سبب قوله ذلك لهم أنه كان لا يطلق لأحد أن يمتار أكثر من بعير، وكان مع إخوة يوسف أحد عشر بعيرا، وهم عشرة، فقالوا ليوسف: إن لنا أخا تخلف عنا، وبعيره معنا. فسألهم: لم [ ص: 516 ] تخلف؟ فقالوا: لمحبة أبيه إياه، وذكروا أنه كان له أخ أكبر منه، فخرج إلى البرية فهلك، فقال لهم: أردت أن أرى أخاكم هذا الذي ذكرتم؛ لأعلم وجه محبة أبيكم إياه، وأعلم صدقكم.

ويروى: أنهم تركوا عنده شمعون رهينة حتى يأتوا بأخيه بنيامين.

وقوله تعالى: وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم أي: قال لغلمانه: اجعلوا دراهمهم التي اشتروا الطعام بها في رحالهم.

وقيل: فعل ذلك رفقا بهم.

وقيل: ليرجعوا إذا وجدوا ذلك؛ لعلمه أنهم لا يقبلون الطعام إلا بثمن.

وقوله: قالوا يا أبانا منع منا الكيل أي: فيما يستقبل.

وقوله: قالوا يا أبانا ما نبغي : هذا تمام الكلام، وهو استفهام، قاله قتادة، [ ص: 517 ] وقيل: إن {ما} نافية؛ والمعنى: ما نبغي بما أخبرناك به الكذب، قاله الفراء، والزجاج.

وقوله: ونمير أهلنا أي: نجلب إليهم الميرة؛ وهي التي تحمل من بلد إلى بلد.

وقوله: ونـزداد كيل بعير يعنون: بعير أخيهم، وقال الحسن: وعدهم يوسف إذا جاؤوا بأخيهم بكيل بغير ثمن.

و (البعير): الجمل في قول أكثر المفسرين، وقيل: المراد به ههنا: الحمار، وهي لغة لبعض العرب.

ذلك كيل يسير أي: سهل على الذي يمضي إليه؛ يعنون: البعير الذي يزادونه، وقيل: المعنى: الذي جئنا به كيل يسير.

ومعنى قوله: إلا أن يحاط بكم : إلا أن تغلبوا عليه.

وقوله: قال الله على ما نقول وكيل أي: حفيظ لهذا العهد، قائم بالتدبير والعدل.

وقوله تعالى: يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة : قال ابن عباس، وغيره: خشي عليهم العين، وقيل: خاف أن يستراب أمرهم ويخاف [ ص: 518 ] منهم إذا دخلوا من باب واحد.

وقوله: إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها يعني: أحد الوجهين المتقدمين اللذين أمرهم بالدخول من أبواب متفرقة من أجله.

وقوله تعالى: وإنه لذو علم لما علمناه أي: استودعنا صدره من العلم.

ابن جبير: المعنى: مما علمناه.

قيل: المعنى: وإنه لعالم بما علم.

التالي السابق


الخدمات العلمية