التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قوله تعالى: ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين : أصل (رب) أن تستعمل في القليل، والعرب تستعملها في الكثير في التهدد، وقال: ربما يود [ ص: 628 ] وهي إنما تكون لما وقع؛ لأنه لصدق الوعد كأنه عيان قد كان.

وقيل: إن (ما) إذا دخلت على (رب) غيرتها، فدخلت على المستقبل؛ كما تدخل على المعرفة.

ابن عباس: يدخل الله تعالى المؤمنين في الجنة، حتى يقول في آخر ذلك: من كان مسلما؛ فليدخل الجنة، فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين.

[وقيل: يقول المشركون للمؤمنين الذين يدخلون النار: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون؟ فيغضب الله تعالى لهم، فيخرجهم، فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين].

وقيل: إنما ذلك عند معاينة الكافر الموت.

وقيل: عند معاينة أهوال يوم القيامة.

وقوله تعالى: ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون أي: لا يتجاوزونه فيزيدون عليه، ولا يتقدمون قبله.

وقوله: لو ما تأتينا بالملائكة : لو ما : تحضيض على الفعل؛ كـ (لولا) و (هلا).

[ ص: 629 ] وقوله: ما ننـزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين أي: لو تنزلت الملائكة بإهلاكهم؛ ما أمهلوا، ولا قبلت لهم توبة.

وقيل: المعنى: لو تنزلت الملائكة تشهد لك، فكفروا بعد ذلك؛ لم ينظروا.

وقوله: إنا نحن نـزلنا الذكر وإنا له لحافظون يعني: أنه حفظ القرآن من الشياطين أن تزيد فيه، أو تنقص منه، وقيل: (الهاء) في {له}: لمحمد صلى الله عليه وسلم.

وقوله: ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين : [أي: فرقهم؛ والمعنى: ولقد أرسلنا من قبلك رسلا في شيع الأولين].

وقوله: كذلك نسلكه في قلوب المجرمين أي: نسلك التكذيب، عن مجاهد.

الحسن: نسلك الشرك.

قتادة: نسلك الاستهزاء.

وقيل: المعنى: نسلك القرآن في قلوبهم، فيكذبون به، ومعنى التشبيه: أنه قال: كما سلكناه في قلوب من تقدم من الكفار؛ كذلك نسلكه في قلوب مشركي قريش.

وقوله: لا يؤمنون به : خصوص.

وقوله: وقد خلت سنة الأولين أي: مضت سنتهم في التكذيب بالآيات، فمشركو قريش يقتفون آثارهم.

[ ص: 630 ] وقيل: المعنى: خلت وقائع الله تعالى بمن تقدمهم من الأمم.

وقوله تعالى: ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون : الضمير في {عليهم}: للمشركين، وفي {فظلوا}: للملائكة؛ والمعنى: فظلت الملائكة تذهب وتجيء في ذلك الباب، قاله ابن عباس، وقتادة.

الحسن: الضمير في {فظلوا}: لبني آدم؛ والمعنى: فظل الذين سألوا الإتيان بالملائكة فيه يعرجون.

وقوله: لقالوا إنما سكرت أبصارنا أي: أخذ بأبصارنا، وشبه علينا.

قال ابن عباس: معنى {سكرت}: أخذت.

أبو عبيدة: معنى {سكرت}: غشيها سمادير حتى لا يبصروا.

وقيل: هو من السكر في الشراب؛ والمعنى: غشيهم ما غطى أبصارهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية