التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
[ ص: 20 ] الإعراب:

من قرأ: تنـزل الملائكة ; فعلى إسناد الفعل إلى الملائكة، والأصل: (تتنـزل) ، و {تنـزل} ; على ترك تسمية الفاعل، وأنث; لإسناده إلى {الملائكة} ومن قرأ: {ينـزل} ; فالضمير فيه لاسم الله تعالى.

وكسر الشين وفتحها في بشق الأنفس : متقاربان، وهما بمعنى: (المشقة) ، وهما: من (الشق في العصا) ، ونحوها; [لأنه ينال منها; كالمشقة من الإنسان].

وقوله: {وزينة} منصوب بإضمار فعل; المعنى: وجعلها زينة، وقيل: هو مفعول من أجله.

ووجه الرفع والنصب في والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ظاهر، [ ص: 21 ] وقد تقدم مثله في (الأعراف) [54].

ومن قرأ: {وبالنجم} أراد: النجوم; فقصره; كما قال: [من الرجز]

إن الفقير بيننا قاض حكم أن ترد الماء إذا غاب النجم



وكذلك القول لمن قرأ: {النجم} ، إلا أنه أسكن استخفافا، ويجوز أن يكون (النجم) جمع (نجم) ; كـ (سقف) ، و (سقف) .

وقوله: أيان يبعثون موضع {أيان} نصب بـ {يبعثون} ، وهي في معنى الاستفهام، ونونها مفتوحة; لالتقاء الساكنين، وفتح الهمزة وكسرها فيه: لغتان.

والقول في قوله: ماذا أنـزل ربكم كالقول في ماذا ينفقون [البقرة: 219]، وقوله: أساطير الأولين خبر مبتدأ محذوف; التقدير: الذي أنزله أساطير الأولين.

وقوله: ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم تحتمل {من} وجهين:

[ ص: 22 ] أحدهما: أن تكون زائدة; كأنه قال: ليحملوا أوزارهم وأوزار الذين يضلونهم بغير علم.

ويجوز أن يكون على تقدير حذف الموصوف; كأنه قال: وأوزارا من أوزار الذين يضلونهم، يقوي ذلك قوله: وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم [العنكبوت: 13]; فكأن قوله: مع أثقالهم صفة لما تقدمه، وكذلك يكون التقدير: وأوزارا من أوزار الذين يضلونهم، ويقويه أيضا قوله: ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم [طه: 87]; فكما أن الجار والمجرور صفة لـ(أوزار) النكرة; كذلك يكون في هذه الآية.

وقوله: فخر عليهم السقف من فوقهم : من قرأ: {السقف} ; فالقول فيه كالقول في {وبالنجم هم يهتدون} في الوجهين، والأشبه أن يكون جمع (سقف) .

والقول في {تشاقون} كالقول في {أتحاجوني} [الأنعام: 80]، و {تبشرون} [الحجر: 54].

وحذف الهمزة في قوله: {شركائي} تخفيف.

[ ص: 23 ] وتقدم القول في مثل: توفاهم الملائكة .

وقوله: فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها : قوله: {خالدين} : حال من المأمورين، ولا يكون حالا من {جهنم} وإن كان في الصفة ما يعود إليها; لأن الحال إذا كانت من {جهنم} ; وجب أن تظهر (أنتم) ; لجري الحال على غير من هي له.

وقوله: قالوا خيرا : تقديره: قالوا: أنزل خيرا، وينبغي أن نقدرها على هذا اسما واحدا.

وقوله: ولنعم دار المتقين : تقديره: ولنعم دار المتقين الآخرة.

وقوله: جنات عدن يدخلونها : رفع {جنات} على تقدير: وهي جنات، فهي مبينة لقوله: دار المتقين ، أو تكون مرفوعة بالابتداء; التقدير: جنات عدن نعم دار المتقين.

وقوله: {فإن الله لا يهدى من يضل} : من قرأ: {لا يهدى} ; فـ {من} في موضع رفع بأنها اسم ما لم يسم فاعله، وهي بمعنى: (الذي) ، والعائد عليها من صلتها محذوف، والعائد على اسم (إن) من قوله: فإن الله الضمير المستكن في {يضل} .

ومن قرأ: لا يهدي ; جاز أن يكون مستقبل (هدى) ، فتكون {من} [ ص: 24 ] في موضع نصب به، وجاز أن يكون بمعنى (يهتدي) ; فتكون {من} في موضع رفع، والعائد إلى {من} الهاء المحذوفة من (يضله) ، والعائد إلى اسم (إن) الضمير المستكن في {يضل} .

وعدا عليه حقا : مصدر مؤكد; لأن قوله: (يبعثهم) يدل على الوعد.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية