التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

القول في: {لنبوئنهم} و {لنثوينهم} ظاهر.

بالبينات والزبر : الباء متعلقة بمحذوف دل عليه {أرسلنا} ، ولا تتعلق بـ {أرسلنا} ; لأن ما قبل {إلا} لا يعمل فيما بعدها.

وتقدم القول في التذكير والتأنيث في مثل: {يتفيأ ظلاله} .

وقوله: ثم إذا كشف الضر عنكم : من قرأ: {كاشف} ; فهو بمعنى: {كشف} ، كـ (عاقبت اللص) .

ومن قرأ: {فيمتعوا فسوف يعلمون} ; فهو معطوف على الفعل المنصوب; وهو {ليكفروا} .

وقوله: ولهم ما يشتهون : موضع {ما} رفع بالابتداء، وأجاز الفراء كونها نصبا; على تقدير: ويجعلون لهم ما يشتهون، وأنكره الزجاج وقال:

[ ص: 50 ] العرب تستعمل في مثل هذا: ويجعلون لأنفسهم.

ومن قرأ: {وتصف ألسنتهم الكذب} ; فهو جمع (كاذب) ، أو (كذوب) ، وهو وصف للألسنة، ومفعول {تصف} قوله: أن لهم الحسنى ، و {الكذب} في قراءة الجماعة مفعول {تصف} ، و أن لهم الحسنى : بدل منه; لأنه في المعنى هو.

ومن فتح النون من: {نسقيكم} ; فمعناه: نرويكم، ومن ضم، فمعناه نجعل لكم سقيا، هذا مذهب سيبويه، وقال غيره: هما لغتان بمعنى، وأنشد: [من الوافر]

سقى قومي بني مجد وأسقى نميرا والقبائل من هلال

فلم يدع لقومه بأن يرووا من العطش، وإنما أراد: رزقهم الله سقيا; إذ بعيد أن يسأل لقومه ما يرويهم من العطش، ولغيرهم ما يخصبون به.

[ ص: 51 ] وقوله: مما في بطونه : يريد: الجنس، أو واحد هذه {الأنعام} ; وهو (النعم) .

وقيل: (الهاء) تعود على البعض; لأن (من) تدل على التبعيض، فبعضها: الذي له لبن منها.

وقيل: (الهاء) عائدة على المعنى; فالمعنى: نسقيكم مما في بطون هذا المذكور.

وقال إسماعيل القاضي: يجوز أن تكون (الهاء) لمذكر; لأن اللبن للفحل.

ومن قرأ: {سيغا للشاربين} ; فهو مخفف من (سيغ) ; كـ (ميت) من (ميت) ، [ولو كان (فعلا) لكان: (سوغا) .

[ ص: 52 ] وقوله: تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا : (الهاء) في {منه} للثمر، أو لماء العصير; لأن التقدير: ماء تتخذون منه سكرا، وقيل: التقدير: تتخذون من المذكور سكرا].

وقوله: لكي لا يعلم بعد علم شيئا : [التقدير: لكي لا يعلم شيئا] بعد علمه الأشياء، فاستغنى بتعدية الأول عن تعدية الثاني، ومثله: ما ودعك ربك وما قلى [الضحى: 3]، ووجدك ضالا فهدى [الضحى: 7]، وشبهه.

وقوله: ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا : يجوز أن يكون {شيئا} بدلا من {رزقا} .

وأجاز الكوفيون نصب قوله: {شيئا} بـ(رزق) ، والأصل: رزق شيء، فلما فرق بينهما; انتصب (شيء) ; لأنه مفعول لـ(رزق) ، ومثله: [من الطويل]

.....................     كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا

[ ص: 53 ] المعنى: عن ضرب مسمع; فلما دخلت الألف واللام، وامتنعت الإضافة; انتصب.

ومن قرأ: {أينما يوجه لا يأت بخير} ; فهو ظاهر، ومن قرأ: {يوجه} ; فالمعنى: أينما يوجه وجهه; فحذف; للعلم به.

وإسكان العين من {ظعنكم} وفتحها: لغتان، وليس (الظعن) مخففا من (الظعن) ; لأن الفتحة خفيفة; ولذلك لم يقل من قال: (عضد) ، و (كتف) : (جمل) .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية