التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقرآن الفجر أي: وأقم قرآن الفجر، وسميت صلاة الفجر قرآنا; لأنها تكون بالقرآن.

وقوله: كان مشهودا : قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار"، وقاله ابن عباس، وقتادة، وغيرهما.

[ ص: 133 ] وقوله تعالى: ومن الليل فتهجد به نافلة لك : (التهجد) : السهر، و (الهجود) : النوم.

قال الأسود، وعلقمة: التهجد يكون بعد نوم، وهذا من السلب، [ومعنى (تهجد) : زال عن الهجود، وقد تقدم القول في نظائره].

وقوله: نافلة لك : قال ابن عباس: كتبت عليه; لتكون فضيلة له، ولم تكتب على غيره.

مجاهد: هي له فضيلة، ولغيره كفارة.

وقيل: معنى نافلة لك : زيادة لك، وعطية من الله تعالى.

وقيل: إنما قيل له: نافلة لك ]; لأنه صلى الله عليه وسلم قد غفرت له ذنوبه، فهذه النافلة زيادة; لأنه لا يعملها في كفارة الذنوب.

وقوله تعالى: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا : قال ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما: يعني: الشفاعة، وعن مجاهد أيضا: المعنى: أن الرب تعالى يجلسه معه [ ص: 134 ] على عرشه.

وقد تقدم أن {عسى} من الله واجبة.

وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق : قال ابن عباس وغيره: يعني: إدخاله المدينة، وإخراجه من مكة.

الضحاك: خروجه من مكة، [ودخوله مكة عام الفتح آمنا.

مجاهد: يعني: دخوله في الرسالة، وخروجه من مكة].

أبو صالح: مدخل صدق : الإسلام.

وقيل: مدخل صدق : المدينة، و مخرج صدق : خروجه إلى بدر، وكان الله تعالى أعلمه أنه سيخرج إليها لقتال المشركين.

واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا : قال الشعبي، وعكرمة: حجة ثابتة، وقال الحسن: عزا يتمنع به.

وقوله تعالى: وقل جاء الحق وزهق الباطل : قال قتادة: {الحق} : القرآن، و {الباطل} : الشيطان، ومعنى {زهق} : هلك.

ابن عباس: {زهق} : ذهب وقيل: {الحق} : قتال المشركين، و {الباطل} : شركهم، عن ابن جريج.

[ ص: 135 ] وقيل: أمر أن يقول ذلك حين دخل مكة، قال ابن مسعود: فكان يقوله ويطعن الأصنام.

وقوله: وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين أي: لما فيه من البيان والهدى.

ولا يزيد الظالمين إلا خسارا أي: لأنهم كفروا به، وحرموا منافعه.

وقوله تعالى: وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه : {الإنسان} : اسم للجنس، والمراد به: الكفار، ومعنى {أعرض} أي: أعرض عن إنعام الله تعالى عليه بإعراضه عن القرآن.

ومعنى {نأى} : تباعد، و {ناء} : مقلوب منه; والمعنى: بعد عن القيام بحقوق الله تعالى.

وإذا مسه الشر كان يئوسا : قال ابن عباس، وقتادة: أي: قنوطا من الفرج والروح.

[ ص: 136 ] قل كل يعمل على شاكلته : مجاهد: على طبيعته.

الضحاك: على ناحيته.

ابن زيد: على دينه.

وقيل: على طريقته ومذهبه.

وقيل: قل: كل يعمل على ما هو أشكل عنده، وأولى بالصواب في اعتقاده.

وقيل: هو مأخوذ من (الشكل) ; وهو المثل، والنظير، والضرب، كقوله: وآخر من شكله أزواج [ص: 58].

و (الشكل) ; بكسر الشين: الهيئة، يقال: (جارية حسنة الشكل) .

ومعنى الآية: قل: كل يعمل على ما هو أشكل عنده، وليس ينبغي أن يكون كذلك، إنما ينبغي أن يتحرى الحق حيث كان.

وروي: أن هاتين الآيتين نزلتا في الوليد بن المغيرة، ثم هي في كل من كان مثله.

التالي السابق


الخدمات العلمية