التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

يوم ندعوا كل أناس بإمامهم : يجوز أن يكون العامل في {يوم} فعلا محذوفا; التقدير: اذكر يوم ندعو، [أو فعلا دل عليه ولا يظلمون فتيلا ; [ ص: 151 ] فكأنه قال: لا يظلمون يوم ندعو]، ولا يعمل فيه {ندعو} ; لأنه مضاف إليه.

و (الباء) في {بإمامهم} متعلقة بـ{ندعو} ، وهي في موضع المفعول الثاني له، ويجوز أن تتعلق بمحذوف في موضع الحال; [التقدير: يوم ندعو كل أناس مختلطين بإمامهم; أي: ندعوهم وإمامهم، وعلى] التقدير الأول: ندعوهم باسم إمامهم، ومن جعل إمامهم كتابهم; فـ (الباء) عنده متعلقة بمحذوف في موضع الحال; التقدير: ندعوهم ومعهم كتابهم; كأنه قال: ندعوهم ثانيا معهم كتابهم الذي فيه أعمالهم.

و{يدعو} ; بالياء: رد على ما تقدم من ذكر الغيبة في قوله: بني آدم .

ومن قرأ: {يدعو} ; فإنه على لغة من أبدل الألف في الوصل واوا [في نحو: "أفعو" و"حبلو"]; والمعنى: يوم يدعى.

وتقدم القول في {خلفك} ، و {خلافك} في (سورة التوبة) .

[ ص: 152 ] سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا : نصب {سنة} على معنى: سننا سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا.

الفراء: هو منصوب على تقدير حذف الكاف; التقدير: لا يلبثون خلفك إلا قليلا كسنة من قد أرسلنا; فلا يوقف على هذا التقدير على قوله: {قليلا} ، ويوقف عليه على الأول.

وقرآن الفجر أي: وأقم قرآن الفجر، أو يكون منصوبا على الإغراء، فيوقف على غسق الليل ، ولا يوقف عليه على الأول.

وتقدم القول في التشديد والتخفيف في مثل: {تفجر} .

وقوله: {كسفا} جمع (كسفة) ; كـ (قطعة، وقطع) ، وانتصابه على الحال من {السماء} ، والمضاف محذوف; أي: ذات كسف; أي: تسقطها مقطعة أو قطعا، ومن أسكن السين; جاز أن يكون جمع (كسفة) ; كـ (سدرة، وسدر) ، وجاز أن يراد به: المكسوف; كـ (الطحن) يراد به: المطحون.

قل سبحان ربي : من قرأ على الخبر; فالمعنى: قال الرسول، ومن قرأ: [ ص: 153 ] {قل} ; فعلى الأمر من الله تعالى.

وتقدم القول في لقد علمت .

وبالحق أنـزلناه وبالحق نـزل : {بالحق} الأول: حال متقدمة من المضمر في {أنزلناه} ، والثاني: حال مقدرة من {نزل} ، ويجوز أن تكون [الباء في الثاني متعلقة بـ {نزل} على جهة التعدي.

وقرآنا فرقناه : يجوز أن يكون] نصبه بإضمار فعل، ويجوز أن يكون معطوفا على قوله: مبشرا ونذيرا ; على تقدير: وصاحب قرآن، فحذف المضاف.

والتشديد في {فرقناه} على معنى: نزلناه شيئا بعد شيء، وتقدم معنى التخفيف.

أيا ما تدعوا : {أيا} : نصب بـ{تدعو} ، و {ما} : مؤكدة، و {تدعو} : مجزوم بالشرط.

وقيل: إن {ما} بمعنى: (أي) ، كررت، لاختلاف اللفظين.

الأخفش: المعنى: أي الاسمين تدعو.

[ ص: 154 ] الزجاج: المعنى: أي الأسماء تدعو; أي: إن دعوت الله أو دعوت الرحمن; فكلاهما سواء اسمان لله تعالى، ويلزم على هذين القولين ألا تنون {أيا} ، وأن تكون مضافة إلى {ما} .

* * *

هذه السورة مكية، وعددها في جميع الأعداد سوى الكوفي: مئة آية، وعشر آيات، وهي في الكوفي: إحدى عشرة آية، ومئة، عد: يخرون للأذقان سجدا [107]، ولم يعده من سواه.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية