التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب :

(القبضة ) ؛ بالضاد معجمة : بجميع اليد ، و (القبصة ) ؛ بالصاد غير معجمة : بأطراف الأصابع ، و (القبصة ) ؛ بالضم : القدر المقبوض .

ومن قرأ : {لا مساس} ؛ فالتقدير : لا أقول : مساس ؛ كـ (نزال ) ، و (دراك ) ، و (حذار ) ، ونظائره مما يسمى به الفعل ، ولا بد من تقدير الحكاية ؛ لأنه مقدر تقدير الأمر ، كأن {مساس} في معنى : (امسس ) وإن لم يستعمل كذلك ، فكما لا تقول : (لا اضرب ) ، فتنفي بـ (لا ) لفظ الأمر ؛ لتنافي اجتماع لفظ الأمر والنهي ؛ كذلك لا تقول : {لا مساس} إلا على تقدير الحكاية ، وقراءة الجماعة [ ص: 359 ] مصدر (ماسسته مساسا ) .

ومن قرأ : {موعدا لن تخلفه} ؛ فالفاعل السامري ؛ ومعناه : ستأتيه ولن تجده مخلفا ، ومن فتح اللام ؛ فالمعنى : لن يخلفكه الله .

وكسر الظاء في {ظلت} : لغة ، وقد تقدم القول فيه .

وتقدم القول في {لنحرقنه} .

وكسر السين وضمها في {لننسفنه} : لغتان .

ومن قرأ : وسع كل شيء علما ؛ فهو مثل قوله : أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما [الأنبياء :30 ] ، فكأنه تعالى خرق كل شيء مصمت بعلمه ، فصار متسعا .

ومن قرأ : {يوم ينفخ في الصور} ؛ فهو جمع (صورة ) ، ويقال أيضا : (صير ) ، فتقلب الواو ياء .

و {الصور} : القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل ، وقال أبو عبيدة : هو جمع [ ص: 360 ] (صورة ) ؛ كـ (صوفة وصوف ) .

فلا يخاف ظلما ولا هضما : من قرأ : {فلا يخف} ؛ فعلى النهي ، والمراد : الخبر ، ومن قرأ : فلا يخاف} ؛ فهو خبر مبتدأ محذوف ؛ التقدير : فهو لا يخاف ، وموضع الفاء وما بعدها جزم بجواب الشرط .

ومن قرأ : {أو يحدث لهم ذكرا} ؛ بالجزم ؛ فلا وجه له إلا أن يحمل على ما أسكن حرف الإعراب فيه استثقالا ، وقد تقدم القول في نظائره .

وتقدم القول في إسكان الياء من {فنسي} .

{وإنك لا تظمؤا} : من كسر (أن ) ؛ استأنف ، ومن فتح ؛ عطفها على ألا تجوع ، ويجوز أن يكون موضعها رفعا ؛ عطفا على الموضع .

وتقدم القول في فتح الهاء من {زهرة} ؛ فأما انتصابها ؛ فيجوز أن تكون منصوبة بفعل مضمر دل عليه {متعنا} ، و {متعنا} بمعنى : (جعلنا ) ، ويجوز أن تكون بدلا من الهاء في {به} على الموضع ؛ كقولك : (مررت به أخاك ) ، ويجوز أن تكون نصبت ؛ لأنها موضوعة موضع المصدر ؛ لأن {زهرة} كـ {زينة} ، فتكون كقوله : صنع الله [النمل : 88 ] ، و وعد الله [النساء : 122 ] .

[ ص: 361 ] وأشار الفراء إلى أن نصبها على الحال ، والعامل فيها {متعنا} ، قال : وهي وإن كانت معرفة ؛ فالعرب تقول : (مررت به الشريف والكريم ) ؛ يريد : فتنصب على الحال على تقدير زيادة الألف واللام .

ولا يصح كونها بدلا من {ما} في قوله : إلى ما متعنا به على الموضع ؛ لأن {لنفتنهم} متعلق بـ ما متعنا ، وهو داخل في صلة {ما} ، ولا يتقدم البدل على ما هو في الصلة ؛ لأن البدل لا يكون إلا بعد تمام صلة المبدل منه .

وقوله : فستعلمون من أصحاب الصراط السوي : {من} : في موضع رفع بالابتداء ، وهي استفهام لا يعمل فيها ما قبلها ، ويجوز ألا تكون استفهاما ، فتكون نصبا بما قبلها ، وهي للجنس ، أجازه الفراء .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية