التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قال سيبويه: قال الخليل في قوله: ألم تر أن الله أنـزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة : هذا واجب، وهو تنبيه; والمعنى: انتبه; أنزل الله من السماء ماء، فكان كذا.

وقوله: فلا ينازعنك في الأمر أي فلا يجادلنك فيه، يدل عليه قوله: وإن جادلوك .

[ ص: 468 ] وقوله: إن ذلك على الله يسير : قيل: المعنى: إن الفصل بين المختلفين على الله يسير، وقيل: المعنى: إن كتاب القلم الذي أمره الله أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيام على الله يسير.

وقوله: يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا : قال محمد بن كعب: أي: يقعون بهم، وقال الضحاك: أي: يأخذونهم أخذا باليد.

وقوله: يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له قال الأخفش: ليس ثم مثل، وإنما المعنى: ضربوا لي مثلا: فاستمعوا قولهم: يعني: أن الكفار جعلوا الله مثلا بعبادتهم غيره، فكأنه قال: جعلوا لي شبيها في عبادتي، فاستمعوا خبر هذا الشبيه.

القتبي: المعنى: يا أيها الناس; مثلكم مثل من عبد آلهة، ثم لم تستطع أن تخلق ذبابا، وسلبها الذباب شيئا، فلم تستطع أن تستنقذه منه.

[ ص: 469 ] وقوله: ضعف الطالب والمطلوب قيل: {الطالب} : الآلهة، و {المطلوب} : الذباب، وقيل: {الطالب} عابد الصنم، و {المطلوب} : الصنم.

وقوله: وما جعل عليكم في الدين من حرج : قال ابن عباس: المراد بذلك: نقصان الشهر وتمامه في الفطر والأضحى، وعنه أيضا: أن المعنى: ما يمن الله به من التوبة والكفارات.

عكرمة: معناه: أنه أحل من النساء مثنى، وثلاث، ورباع.

وقيل: المراد به: قصر الصلاة، والإفطار للمسافر، وصلاة الإيماء لمن لا يقدر على غيره.

وقيل: هو عام في كل ما خففه الله ـ عز وجل ـ عن هذه الأمة.

وقوله: ملة أبيكم إبراهيم أي: اتبعوا ملة أبيكم، وقيل المعنى: كملة أبيكم; أي، وسع عليكم; كما وسع على أبيكم إبراهيم.

هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا : قال ابن عباس: المعنى: الله سماكم المسلمين، وقاله مجاهد، وقال: معنى من قبل في الكتب المتقدمة وفي هذا يعني: القرآن.

[ ص: 470 ] الحسن، وابن زيد: المعنى: إبراهيم سماكم المسلمين; والمعنى: هو سماكم المسلمين من قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وفي حكمه: أن من اتبع محمدا; فهو مسلم.

وتقدم القول في: لتكونوا شهداء على الناس ، وفي: فنعم المولى ونعم النصير .

التالي السابق


الخدمات العلمية