التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قوله تعالى: وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون أي: يجير من عذابه، ولا يجير عليه أحد من خلقه.

وقوله: قل فأنى تسحرون أي: كيف يخيل لكم الحق باطلا؟! وفي هذه الآي دليل على جواز جدال الكفار، وإقامة الحجة عليهم.

وقوله: ما اتخذ الله من ولد : الآية: في الكلام فيها حذف; والمعنى: لو كانت معه آلهة; لانفرد كل إله بخلقه، ولعلا بعضهم على بعض; أي، ولغالب بعضهم بعضا.

[ ص: 505 ] وقوله: قل رب إما تريني ما يوعدون : جوابه: فلا تجعلني في القوم الظالمين ، والنداء معترض; والمعنى: إما تريني ما يوعدون من إهلاكهم; فلا تهلكني معهم.

وقوله: ادفع بالتي هي أحسن السيئة : قال الحسن: يعني: الإغضاء، والصفح.

مجاهد، وغيره: يعني: السلام، وقيل: هو منسوخ بالجهاد، وتقدير الآية: ادفع بالخلة التي هي أحسن الخلة السيئة.

وقوله: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين يعني المس، والوسوسة، و(الهمز) في اللغة: شدة الدفع; فالشياطين يدفعون الناس إلى المعاصي بشدة الإغراء.

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه [كان يعلمهم من الفزع كلمات:"أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون". ابن زيد]: همزات الشياطين خنقهم الناس.

وقوله: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون : [قيل: جاء {ارجعون} ] على تعظيم الذكر للمخاطب، وقيل: استغاثوا أولا بالله عز وجل، فقال قائلهم: {رب} ، ثم رجع إلى مخاطبة الملائكة، فقال: {ارجعون} ; أي: أرجعوني إلى الدنيا، قاله ابن جريج، وقياس قول المازني أن يكون المعنى: أرجعني أرجعني، فجمع; [ ص: 506 ] ليدل على معنى التكرير، وكذلك قال في التثنية في: ألقيا في جهنم [ق:24].

قال الضحاك: المراد به: أهل الشرك.

وقوله: ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون : تقدم القول في (الوراء) .

قال مجاهد، وابن زيد: (البرزخ) ههنا: الحاجز بين الموت والبعث، وعن مجاهد أيضا: هو الحاجز بين الميت والرجوع إلى الدنيا.

الضحاك: هو ما بين الدنيا والآخرة.

وقيل (البرزخ) : الإمهال، وكل حاجز بين شيئين فهو برزخ.

وقوله: فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون يعني: النفخة الأولى، فإذا نفخ في الصور النفخة الثانية; قاموا ينظرون، ويتساءلون.

وقيل: المعنى: لا تفاخر بينهم في الأنساب كما كان في الدنيا.

وقال ابن عباس: لا يتساءلون عند النفخة الأولى، وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون [الصافات: 27]: في الجنة، وقد تقدم القول في ذلك.

وقوله: تلفح وجوههم النار (اللفح) : ضرب السموم الوجه، و(الكلوح) : تقلص الشفتين عن الأسنان.

ابن عباس: {كالحون} : عابسون.

وقوله: قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا أي: كتبت علينا شقوة، فغلبت علينا، عن مجاهد.

[ ص: 507 ] وقوله: قال اخسئوا فيها ولا تكلمون أي: ابعدوا بعد الكلاب، ولا تكلموني في رفع العذاب عنكم، وقيل: هو دلالة على الغضب عليهم.

وقوله فاتخذتموهم سخريا (السخري) بالضم: التسخير، و(السخري) بالكسر: الهزء، وقد جاء في الهزء الضم أيضا.

وقوله: إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون أي: جزيتهم الفوز.

وقيل: المعنى: لأنهم هم الفائزون، ومن كسر; استأنف.

وقوله: قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين : سؤال توبيخ لمنكري البعث.

وقوله: فاسأل العادين : قال مجاهد: يعني: الملائكة، قتادة: الحساب.

وقوله: قال إن لبثتم إلا قليلا أي: في طول لبثكم في الدنيا.

وقوله: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا أي: لا لشيء، وليس ذلك من صفات الحكيم عز وجل.

[ ص: 508 ] وقوله: ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به أي: لا حجة له عليه; فإنما حسابه عند ربه أي: هو يجازيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية