التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقوله تعالى أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها : قال ابن عباس وسعيد بن جبير: إنما هو (حتى تستأذنوا) ; ومعنى ذلك والله أعلم: أن معنى {تستأنسوا} راجع إلى (تستأذنوا) ، ولا تصح رواية من روى أن الكاتب غلط فيها.

و (الاستئناس) في اللغة: الاستعلام، ومنه: فإن آنستم منهم رشدا [النساء:6].

[ ص: 520 ] وعن ابن عباس: أن في الكلام تقديما وتأخيرا; والمعنى حتى تسلموا على أهلها، وتستأنسوا.

وقال بعض المفسرين: معنى حتى تستأنسوا : أن يعلم الداخل أن المدخول عليه لا يكره دخوله.

مجاهد: (الاستئناس) : التنخم، والتنحنح.

ثم استثنى الله ـ عز وجل ـ البيوت التي على الطرق التي ينزلها المسافرون، فقال: ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم .

وقال عكرمة، والحسن: هذا نسخ لبعض ما في الآية الأولى، نسخ منها البيوت التي هي غير مسكونة.

وقيل: الآيتان محكمتان; فالأولى: في البيوت التي لها أرباب، والثانية: في البيوت التي لا أرباب لها.

[ ص: 521 ] مجاهد: كانت بيوتا في طرق المدينة، يجعل الناس فيها أمتعتهم.

محمد بن الحنفية: هي بيوت الخانات والسوق.

جابر بن زيد: ليس يعني بـ (المتاع) الجهاز، إنما هو البيت ينظر إليه، والخربة يدخلها; لقضاء حاجته، وكل متاع الدنيا منفعة.

ولا تدخل البيوت التي في الخانات التي ينفرد بها الناس إلا بإذن في قول سائر العلماء.

التالي السابق


الخدمات العلمية