التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قوله: سورة أنـزلناها أي: هذه سورة أنزلناها.

ومعنى {وفرضناها} : فرضنا العمل بما فيها، ومن شدد; فمعناه: بيناها، وقيل: فصلناها.

ومعنى قوله فاجلدوهم ثمانين جلدة أي: اجلدوا كل واحد منهم.

وقوله: ويدرأ عنها العذاب أي: يدفع.

وقوله: ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم أي: لنال الكاذب منكم عذاب عظيم; فحذف; لدلالة المعنى عليه، وتقدم ذكر كل ما لم أذكره ههنا في الأحكام.

[ ص: 522 ] وقوله: إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم نزلت هذه الآية في عائشة رضي الله عليها، حين تكلم فيها أهل الإفك، وهو خبر مشهور أغنى اشتهاره عن ذكره.

و إن الذين جاءوا بالإفك : قيل: هم عبد الله بن أبي، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش، و والذي تولى كبره منهم : عبد الله بن أبي، قاله ابن عباس، وغيره.

وعن عائشة رضي الله عنها: أنه حسان بن ثابت، وأنها قالت حين ذهب بصره: لعل العذاب العظيم الذي أوعده الله به ذهاب بصره، وروي عنها أيضا: أنه عبد الله بن أبي.

وقوله: لا تحسبوه شرا لكم : الخطاب لعائشة، وأهلها، وصفوان.

وقوله: لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا الآية: هذا عتاب من الله ـ تعالى ـ للمؤمنين في ظنهم حين قال أصحاب الإفك ما قالوه.

[ ص: 523 ] قال ابن زيد: المعنى: هلا ظن المؤمنون أن المؤمن لا يفجر بأمه.

وقوله: إذ تلقونه بألسنتكم : قال مجاهد، وغيره: أي: يرويه بعضكم عن بعض.

ومن قرأ: {تلقونه} ; فهو من (ولق الكذب) ، يقال: (ولق يلق) ; إذا أسرع في الكذب.

ومن قرأ: {تلقونه} ; فالمعنى: تلقونه من أفواهكم.

وقوله: يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا : قال مجاهد: أي: ينهاكم.

وقوله: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة يعني: الزنا.

وقوله: ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا : قال ابن عباس: لمعنى: ما اهتدى أحد من الخلق لشيء ينتفع به، ولا لشيء من الشر يدفعه عن نفسه.

ابن زيد: المعنى: ما أسلم منكم أحد أبدا، قال: وكل شيء في القرآن {زكا} و {تزكى} [طه:76]; فهو الإسلام.

وقوله: ولا يأتل أولو الفضل منكم الآية، {يأتل} : (يفتعل) ، من (الألية) ، روي ذلك عن ابن عباس وغيره، وقال [ ص: 524 ] ابن عباس: المعنى: لا تقسموا ألا تنفعوا أحدا.

قالت عائشة رضي الله عنها: كان أبو بكر ينفق على مسطح; لقرابته، وفقره، فقال: والله لا أنفق عليه بعد ما قال في عائشة; فنزلت الآية; فقال أبو بكر رضي الله عنه حين نزلت: والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فالتقدير على هذا: ولا يحلف أولو الفضل منكم; كراهة أن يؤتوا أولي القربى.

وقيل: المعنى: ولا يقصر أولو الفضل [منكم ، من قولهم: (ما ألوت في كذا) ; أي ما قصرت ; والمعنى: ولا يقصر أولو الفضل منكم عن أن يؤتوا أولي القربى.

وقوله: إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة : هذا وعيد عام في قول ابن عباس وغيره; إن الذين يرمون الأنفس المحصنات، وقد روي عن ابن عباس أيضا أنه قال: هو مخصوص في أمهات المؤمنين، وقاله الضحاك.

ابن جبير: هو في عائشة خاصة.

وقوله: يوم تشهد عليهم ألسنتهم : قيل: معناه: ألسنة أنفسهم، وقيل: ألسنة بعضهم على بعض.

[ ص: 525 ] وقوله: يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق أي: حسابهم وجزاءهم.

وقوله: الخبيثات للخبيثين الآية: قال ابن زيد: المعنى: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال، وكذلك: والخبيثون للخبيثات ، وكذلك والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات .

[مجاهد، وابن جبير، وعطاء: المعنى: الكلمات الخبيثات للخبيثين، وكذلك: والخبيثون للخبيثات ، والكلمات الطيبات للطيبين من الناس، وكذلك والطيبون للطيبات ].

وقيل: إن هذه الآية مبنية على قوله: الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة الآية; فـ{الخبيثات} : الزاوني، و {الطيبات} : العفائف، وكذلك: {والخبيثون} و {الطيبون} .

وقوله: أولئك مبرءون مما يقولون : قيل: يعني به: الجنس، وقيل: عائشة وصفوان; فجمع; كما قال: فإن كان له إخوة [النساء:11].

التالي السابق


الخدمات العلمية