التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قوله: ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات : قال مجاهد: الصلاة للإنسان، و (التسبيح) لما سواه من الخلق، وقيل:(التسبيح) ههنا: ما يرى في المخلوق من أثر الصنعة.

وقوله: كل قد علم صلاته وتسبيحه : قيل: الضمير فيه لله عز وجل، وقيل: للمصلي والمسبح; فإذا جعل لله تعالى; لم يوقف على {تسبيحه} ; لأن الاسم قد ظهر، وإذا كان الضمير للمصلي والمسبح; كان الوقف على {تسبيحه} حسنا.

وقوله: ألم تر أن الله يزجي سحابا أي: يسوقه، ثم يؤلف بينه ; أي: يجمع القطعة إلى القطعة حتى يأتلف، ثم يجعله ركاما أي: بعضه فوق بعض.

وقوله: فترى الودق أي: المطر، يخرج من خلاله أي: من خلال السحاب.

[ ص: 569 ] وقوله: وينـزل من السماء من جبال فيها من برد : {من} في الموضعين عند الأخفش: زائدة، والتقدير عند الفراء: من جبال برد; فالجبال عنده هي البرد.

وقيل: التقدير: من جبال برد فيها; كقولك:(هذا خاتم في يدي من حديد) ; أي: هذا خاتم حديد في يدي.

وقيل: المعنى: وينزل من السماء مقدار جبال فيها برد; كما يقال: (عند فلان جبال مال) .

وقوله: يكاد سنا برقه أي: ضياؤه.

وقوله: يقلب الله الليل والنهار أي: يدخل هذا في هذا، وقيل: المعنى: يأتي بهذا على إثر هذا، فينقلب موضع الليل نهارا، وموضع النهار ليلا.

وقوله: والله خلق كل دابة من ماء : (الدابة) : ما دب من الحيوان.

فمنهم من يمشي على بطنه : على تغليب من يعقل; لاشتمال أول الكلام على من يعقل وما لا يعقل.

وقوله: وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أي: إن يكن لهم الحق; يأتوا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منقادين; يعني: قريشا، عن عطاء، وغيره.

[ ص: 570 ] و (المذعن) : المقر بالشيء طائعا غير مكره.

وقوله: أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا الآية: لفظ الاستفهام، ومعناه التقرير والتوبيخ.

ومعنى أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله : أم يخافون أن يحيف عليهم رسول الله؟ يدل على ذلك قوله: وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم ، [ولم يقل: ليحكما بينهم]، فذكر اسم الله ـ تعالى ـ استفتاح كلام.

وقوله: إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم الآية: لفظ هذا لفظ الخبر، ومعناه التحضيض.

وقوله: وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا : هذا في المنافقين، و {تقسموا} : تمام الكلام، ثم قال: طاعة معروفة أي: طاعة معروفة أولى بكم من أيمانكم، أو لتكن منكم طاعة معروفة.

مجاهد: المعنى: قد عرفت طاعتكم.

وقوله: فإن تولوا فإنما عليه ما حمل أي: فإن تتولوا; فحذف إحدى التاءين، فإنما عليه البلاغ، وعليكم ما حملتم أي: وعليكم القبول.

وقوله: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض الآية: هذا [ ص: 571 ] دليل على خلافة الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، وأن الله ـ تعالى ـ استخلفهم، ورضي إمامتهم.

وقوله: كما استخلف الذين من قبلهم يعني: بني إسرائيل.

وقوله: يعبدونني لا يشركون بي شيئا : حال; أي: وعدهم بذلك في هذه الحال، ويجوز أن يكون مستأنفا.

وروي، أن قوما شكوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما هم فيه من الضيقة; فنزلت الآية.

وتقدم القول في قوله: يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم إلى آخر السورة.

التالي السابق


الخدمات العلمية