التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

قراءة القصر في: وما آتيتم من ربا راجعة إلى معنى المد؛ لأن معناه: ما جئتم من ربا، ومجيئهم هو على وجه الإعطاء له.

ومن قرأ: {لتربو في أموال الناس} ؛ فمعناه: لتصيروا ذوي ربا، ومن قرأ: {ليربو} ؛ فالفاعل (الربا) المتقدم.

وقوله: وكان حقا علينا نصر المؤمنين : يجوز أن يكون {علينا} صفة لـ ( حق) ؛ فيكون فيه ذكر منه، ويجوز ألا يكون فيه ذكر منه؛ على أن يتعلق بـ ( حق) ؛ كما قال: فحق علينا [الصافات: 31]، و حقيق على [الأعراف: 105]، فحق عليها القول [الإسراء: 16]، ويكون {حقا} خبر {كان}.

ويجوز أن يتعلق {علينا} بمحذوف، ويكون خبرا لـ {كان}، ويكون {حقا} حالا، والعامل فيها {كان}، وذو الحال نصر المؤمنين .

[ ص: 227 ] ولا يجوز أن يتعلق {علينا} بـ {نصر}، ولا بـ {المؤمنين} ؛ لأنهما موصولان، فلا يتقدم عليهما معمولهما.

ويجوز أن يضمر في {كان} اسمها، ويرفع {نصر} بالابتداء، و {علينا} الخبر، و {حقا} مصدر.

ويجوز رفع ( حق) على أنه اسم {كان} ؛ لأنه موصوف بـ {علينا}، ويكون الخبر قوله: {نصر}.

ويجوز رفع ( حق) و {نصر} بالابتداء والخبر، ويضمر في {كان} (الأمر)، أو (الحديث).

وقوله: {فانظر إلى أثر رحمت الله}: الإفراد؛ لأنه مضاف إلى مفرد و (الأثر) فاعل {يحيي}، ويجوز أن يكون الفاعل اسم الله تعالى.

ومن قرأ: إلى آثار رحمت الله ؛ بالجمع؛ فلأن رحمت الله يجوز أن يراد بها الكثرة؛ كما قال: وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها [النحل: 18]، وفاعل {يحيي} على هذا اسم الله تعالى.

ومن قرأ: {تحيي} ؛ بالتاء، وهو يفرد {آثار} ؛ ذهب بالتأنيث إلى لفظ [ ص: 228 ] (الرحمة) ؛ لأن أثر الرحمة يقوم مقامها، فكأنه هو الرحمة، و {كيف تحيي}: جملة في موضع نصب على الحال؛ على الحمل على المعنى؛ لأن اللفظ لفظ الاستفهام، والحال خبر؛ والتقدير: فانظر إلى أثر رحمة الله محيية الأرض بعد موتها.

وتقدم القول فيما لم أذكره ههنا من القراءات.

هذه السورة مكية، وعددها في المدني الأخير والمكي: تسع وخمسون آية، وفي بقية الأعداد: ستون آية.

اختلف منها في أربع آيات:

الم [1]: كوفي.

غلبت الروم [2]: كوفي، وبصري، ومدني الأول، وشامي.

في بضع سنين [4]: المدني الأخير، والمكي، والبصري، والشامي.

يقسم المجرمون [55]: المدني الأول.

التالي السابق


الخدمات العلمية