التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

القول في {يخصمون} كالقول في {يهدي} [يونس: 35] وقد تقدم.

ومن قرأ: {يخصمون} جاز أن يكون المعنى: يخصم بعضهم بعضا، فحذف المضاف، وجاز أن يكون المعنى: يخصمون مجادلهم عند أنفسهم، فحذف المفعول.

ومن قرأ: {ويلتنا} فهو تأنيث (الويل) ومثله: يا ويلتى أألد وأنا عجوز [هود: 72]

[ ص: 419 ] ومن قرأ: {من بعثنا} فـ {من} الأولى متعلقة بـ (الويل) أو حال من يا ويلنا فتتعلق بمحذوف; كأنه قال: يا ويلنا كائنا من بعثنا، وكما يجوز أن يكون خبرا عنه; كذلك يجوز أن يكون حالا منه، و {من} في قوله: من مرقدنا متعلقة بنفس البعث.

والقراءات المذكورة في {شغل} لغات بمعنى.

وقد تقدم القول في {ظلال} و {ظلل}.

وقوله: سلام قولا من رب رحيم : {سلام} بدل من قوله: ولهم ما يدعون و {قولا} حال منه، ويجوز أن يكون مصدرا على معنى: قال الله ذلك قولا، ودل على الفعل المحذوف لفظ مصدره.

ومن قرأ: {سلم} جاز أن يكون أيضا بدلا من قوله: ولهم ما يدعون وخبر ما يدعون قوله: {لهم} ويجوز أن تكون {سلم} خبرا [ ص: 420 ] آخر، ويكون معنى الكلام: أنه لهم خالص من غير منازع فيه.

ويجوز أن يكون {لهم} متعلقا بنفس {سلم} ويكون بمعنى اسم الفاعل أو المفعول; كأنه قال: سالم لهم، أو مسلم لهم، فالمعنى: وما يدعون سلم لهم، ولا يكون على هذا التقدير بمعنى المصدر; لئلا تتقدم الصلة على الموصول; لأن (لهم) يكون على ذلك في صلة المصدر.

ويجوز أن يتم الوقف على {يدعون} ويكون {سلم} مستأنفا، كأنه قال: ذلك سلم لهم، لا ينازعون فيه.

ومن قرأ: (سلاما) فهو حال مما قبله، المعنى: ولهم ما يدعون ذا سلام أو سلامة.

وجميع ما في: {جبلا} من القراءات لغات بمعنى الخلق، وقيل: إن {جبلا} جمع (جبلة) و {جبلا} جمع {جبيل} و (جبيل) معدول عن (مجبول) و (جبلا): مخفف من (جبل) وقد تقدم القول فيه في الشعراء [184].

[ ص: 421 ] ومن قرأ: {ولتكلمنا أيديهم ولتشهد أرجلهم} حمله على الحذف; المعنى: ولتكلمنا أيديهم ولتشهد أرجلهم ختمنا على أفواههم.

و {ننكسه} و {ننكسه} ظاهران.

ومن قرأ: {ركوبهم} بضم الراء; فهو مصدر، وفي الكلام حذف مضاف; التقدير: فمنها ذو ركوبهم; و (ذو الركوب) هو (المركوب) ويجوز أن يكون التقدير: فمن منافعها ركوبهم، فحذف المضاف من أول الكلام.

والقول في: {يقدر على أن يخلق مثلهم} و {بقادر} {الخلاق} و {الخالق} ظاهر.

وتقدم القول في (الملكوت) و (ملكة كل شيء): يرجع إلى معناه.

[ ص: 422 ] هذه السورة مكية، وعددها: اثنتان وثمانون آية في جميع العدد، سوى الكوفي، فهي فيه ثلاث وثمانون آية، عد، {يس} ولم يعدها الباقون.

التالي السابق


الخدمات العلمية