التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

[قيل: إن معنى] نداء نوح -عليه السلام- دعاؤه على قومه بالغرق، وقيل: دعاؤه أن ينجيه وأهله من الكرب العظيم.

وقوله: وتركنا عليه في الآخرين يعني: الثناء الجميل، عن مجاهد وغيره.

المبرد: المعنى: وتركنا عليه في الآخرين يقال: سلام على نوح في العالمين أي: تركنا عليه هذه الكلمة باقية.

وقوله: وإن من شيعته لإبراهيم أي: هو على دينه ومنهاجه، والهاء في {شيعته} لنوح، وقال الفراء: هي لمحمد صلى الله عليه وسلم.

وقوله: إذ جاء ربه بقلب سليم أي: سليم من الشرك.

وقوله: أإفكا آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين أي: فما ظنكم به وقد عبدتم غيره؟

وقوله: فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم قال ابن زيد: قال له قومه: تحضر معنا عيدنا، فنظر إلى نجم طالع، فقال: إن هذا النجم لم يطلع قط إلا لسقمي.

وقال الحسن : المعنى: أنهم لما كلفوه الخروج معهم; تفكر فيما يعمل; فالمعنى [ ص: 446 ] على هذا: أنه نظر فيما نجم له من الرأي; أي: فيما طلع له منه، فعلم أن كل حي يسقم، فقال: إني سقيم.

الخليل، والمبرد: يقال للرجل إذا فكر في الشيء يدبره: (نظر في النجوم).

وقيل: كانت الساعة التي دعوه إلى الخروج معهم فيها ساعة تعتاده فيها الحمى.

وقيل: المعنى: نظر فيما نجم من الأشياء، فعلم أن لها خالقا ومدبرا، وأنها تتغير، وأنه يتغير كتغيرها، فقال: إني سقيم.

ابن جبير، والضحاك: معنى فقال إني سقيم مطعون، وكانوا يهربون من الطاعون، ودل على ذلك قوله: فتولوا عنه مدبرين .

وقوله: فراغ عليهم ضربا باليمين أي: بيده اليمنى، وقيل: بقوته، وقيل: بيمينه التي حلف بها؛ إذ قال: وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين [الأنبياء: 57].

وقوله: فأقبلوا إليه يزفون أي: يسرعون، عن ابن زيد.

قتادة والسدي : [يمشون، وقيل: المعنى يمشون] بجمعهم على مهل، آمنين أن يصيب أحد [ ص: 447 ] آلهتهم بضر، وقيل: المعنى: يتسللون تسللا بين المشي والعدو، ومنه: (زفيف النعامة).

ومن قرأ: {يزفون} فمعناه: يزفون غيرهم، أي: يحملونهم على الزفيف، وقيل: هما لغتان، يقال: (زف القوم، وأزفوا) و (زففت العروس، وأزففتها).

ومن قرأ: {يزفون} بالتخفيف، فهو من (وزف) إذا أسرع، ويجوز أن يكون أصلها: {يزفون} فخففت; استثقالا للتضعيف.

وقوله: قال أتعبدون ما تنحتون : [يعني: الأصنام التي نحتوها بأيديهم].

والله خلقكم وما تعملون : قيل: معناه: خلقكم وما تعملون منه الأصنام; يعني: الخشب، والحجارة، وغيرهما.

وقيل: إن {ما} استفهام; ومعناه: التحقير لعملهم.

وقيل: هي نفي; والمعنى: وما تعملون ذلك، لكن الله خالقه.

والأحسن أن تكون {ما} مع الفعل مصدرا، والتقدير: والله خلقكم وعملكم [ ص: 448 ] وهو مذهب أهل السنة: أن الأفعال خلق لله عز وجل، واكتساب للعباد.

وقوله: وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين يعني: هجرته إلى بيت المقدس، وقال قتادة : [ذاهب بعمله، وقلبه ونيته] وقيل: قال ذلك حين أرادوا إلقاءه في النار.

وقوله: فبشرناه بغلام حليم يعني: إذا كبر.

وقوله: فلما بلغ معه السعي أي: شب، وبلغ العمل، عن مجاهد ، غيره: بلغ ثلاث عشرة سنة.

وقوله: إني أرى في المنام أني أذبحك يعني: أنه أمر بذلك في منامه.

فانظر ماذا ترى أي: تشير به، فقال له الذبيح: يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين .

والذبيح مختلف فيه، روي عن ابن عباس ، وابن عمر، وغيرهما: أنه إسماعيل، وروي عن علي، وابن مسعود وغيرهما أنه إسحاق، وروي ذلك أيضا عن ابن عباس .

التالي السابق


الخدمات العلمية