التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب :

أفنضرب عنكم الذكر صفحا : انتصاب {صفحا} على المصدر ؛ لأن معنى {أفنضرب} : أفنصفح .

وتقدم القول في فتح {إن} ، وكسرها .

[ ص: 71 ] ظل وجهه مسودا : {وجهه} : اسم {ظل} ، و {مسودا} : خبره ، ويجوز أن يكون في {ظل} ضمير عائد على (أحد ) ، وهو اسمها ، [ و {وجهه} : بدل من الضمير ، و {مسودا} : خبر {ظل} .

ويجوز أن يكون رفع {وجهه} بالابتداء ، ويرفع {مسودا} على أنه خبره ، وفي {ظل} اسمها ] ، والجملة خبرها .

والقول في {ينشؤا} ، و {ينشؤا} ، و {ينشأ} : ظاهر ، وموضع {من} يجوز أن يكون نصبا بإضمار فعل ؛ كأنه قال : أجعلتم من ينشأ ؟ ويجوز أن يرد على أم اتخذ مما يخلق بنات ؛ فيبدل من (البنات ) ، ويجوز أن يكون جرا على البدل من (ما ) في بما ضرب للرحمن مثلا ، على أن في البدل في هذين الوجهين ضعفا ؛ لكون ألف الاستفهام حائلة بين البدل والمبدل منه .

الفراء : {من} في موضع رفع بالابتداء ، والخبر محذوف .

والقول في : {عند الرحمن} و عباد الرحمن ظاهر ، وكذلك القول في دخول همزة الاستفهام على : (أشهدوا ) ، وعلى (شهدوا ) ، فأما من قرأ على [ ص: 72 ] الخبر ؛ فـ أشهدوا خلقهم على قراءته صفة لـ(إناث ) ؛ كأنه قال : إناثا مشهدا خلقهم ، وهم وإن لم يدعوا شهود خلقهم ؛ فاعتقادهم فيه اعتقاد من شهد وعاين .

وتقدم القول في مثل : وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا ؛ في التشديد والتخفيف ، ومن كسر اللام من {لما} ؛ فـ (ما ) عنده بمنزلة (الذي ) ، والعائد عليها محذوف ؛ والتقدير : وإن كل ذلك للذي هو متاع الحياة الدنيا ، وحذف الضمير ههنا كحذفه في قراءة من قرأ : مثلا ما بعوضة فما فوقها [البقرة : 26 ] ، و تماما على الذي أحسن [الأنعام : 154 ] .

أبو الفتح : ينبغي أن تكون {كل} على هذه القراءة منصوبة ؛ لأن {إن} مخففة من الثقيلة ، وهي إذا خففت ، وبطل عملها ؛ لزمتها اللام في آخر الكلام ؛ للفرق بينها وبين (إن ) النافية التي بمعنى : (ما ) ؛ نحو : (إن زيد لقائم ) ، ولا [ ص: 73 ] لام هنا سوى الجارة .

ومن فتح الشين من قوله : ومن يعش عن ذكر الرحمن ؛ فهو من (عشي يعشى ) ، ومن ضمها ؛ فهو من (عشا يعشو ) ، وقد تقدم ذكر ذلك في التفسير ، وتقدم ذكر حتى إذا جاءنا .

ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون : من قرأ : {إنكم} ؛ بالكسر ؛ ففاعل (ينفع ) يجوز أن يكون (الاشتراك ) ، وأضمر ؛ لدلالة (إنكم مشتركون ) عليه ؛ كما تقول : (إذا كان غدا ؛ فائتني ) ، ويجوز أن يكون الفاعل (التبرؤ ) ؛ كأنه قال : ولن ينفعكم اليوم تبرؤ بعضكم من بعض ، ودل على (التبرؤ ) ما في الكلام من الدلالة عليه ؛ وهو قوله : يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين .

و (أن ) : في موضع نصب ؛ على تقدير : لأنكم في العذاب مشتركون ، وكذلك يكون الفاعل في قراءة من فتح (إن ) - الاشتراك مضمرا ، أو التبرؤ ، [ ص: 74 ] على ما قدمناه في قراءة الكسر .

[ و {اليوم} في القراءتين متعلق بـ (ينفع ) ، ولا يتعلق به {إذ} ؛ لأنه لا يجوز إذا تعلق به ظرف من الزمان أن يتعلق به آخر منه ، ولا يصح فيه البدل ، لكن {إذ} يتعلق بالمعنى ؛ كأنه قال : ولن ينفعكم اليوم اشتراككم إذا ظلمتم في الدنيا ، ولا يتعلق {إذ} بـ (الاشتراك ) الذي في التلاوة ؛ لأن الموصول لا يتقدم عليه ما كان من صلته ] .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية