التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

{الذاريات} : الرياح، و(الحاملات) : السحاب، و {الجاريات يسرا} : السفن، و(المقسمات أمرا) : الملائكة، قاله علي رضي الله عنه، ومعنى {وقرا} : موقرة من ماء المطر.

وقيل: إن(الحاملات وقرا) : السفن، تحمل أثقال بني آدم، وقيل: هي الرياح؛ لأنها تحمل السحاب، وتسوقه من بلد إلى بلد.

الفراء: (المقسمات أمرا) : الملائكة، هي لأمور مختلفة: جبريل صاحب الغلظة، وميكائيل صاحب الرحمة، وملك الموت للموت.

[ ص: 219 ] إنما توعدون لصادق : جواب الأقسام المتقدمة.

قال مجاهد: يعني: القيامة، ومعنى {لصادق} : لصدق، وقع الاسم موقع المصدر.

وقوله: وإن الدين لواقع : يعني: الجزاء.

وقوله: والسماء ذات الحبك : قال ابن عباس: يعني: حسنها، واستواءها ، عكرمة: ذات الخلق الحسن، الحسن: ذات النجوم، ابن جبير: ذات الزينة، ابن عمر: هي السماء السابعة، وهو من قولهم: (حبك الثوب) ، إذا أجاد نسجه.

وقوله: إنكم لفي قول مختلف أي: مصدق بالقرآن، ومكذب به.

يؤفك عنه من أفك أي: يصرف عنه من صرف؛ عن الإيمان بالقرآن في اللوح المحفوظ، عن الحسن.

وقيل: المعنى: يصرف عن القرآن من أراد؛ بقولهم: هو سحر، وكهانة، وأساطير الأولين.

وقوله: قتل الخراصون أي: قتل المرتابون؛ يعني: الكهنة، عن ابن عباس.

الحسن: هم الذين يقولون: لسنا نبعث.

ومعنى {قتل} : أن هؤلاء ممن يجب أن يدعى عليهم بالقتل على أيدي المؤمنين.

الفراء: معنى {قتل} : لعن، قال: و {الخراصون} : الكذابون الذين يتخرصون بما لا يعلمون، فيقولون: إن محمدا مجنون، ساحر، كذاب، شاعر.

[ ص: 220 ] الذين هم في غمرة ساهون أي: لاهون، عن مجاهد.

يسألون أيان يوم الدين أي: متى الحساب؟ يقولون ذلك استهزاء.

يوم هم على النار يفتنون أي: يحرقون، وهو من قولهم: (فتنت الذهب) ؛ إذا أحرقته؛ وأصل (الفتنة): الاختبار.

و {على} من قوله: على النار يفتنون بمعنى: (في) .

وقوله: ذوقوا فتنتكم : قال ابن عباس: أي: تكذيبكم؛ يعني: جزاءه.

الفراء: أي: عذابكم الذي كنتم به تستعجلون في الدنيا.

وقوله: آخذين ما آتاهم ربهم : قيل: يعني: من الفرائض، وقيل: المعنى: ما آتاهم ربهم في الجنة.

وقوله: إنهم كانوا قبل ذلك محسنين : [أي: قبل دخول الجنة في الدنيا.

ابن عباس: المعنى: كانوا قبل أن تفرض عليهم الفرائض محسنين].

كانوا قليلا من الليل ما يهجعون : معنى {يهجعون} : ينامون، و {ما} : يجوز أن تكون نافية، ويجوز أن تكون مع الفعل مصدرا.

أنس، وقتادة: أي: كانوا [يصلون بين العشاءين.

أبو العالية: كانوا لا ينامون بين العشاءين، وقاله ابن وهب، وقال: نزلت في الأنصار، كانوا] يصلون العشاءين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يمضون إلى [ ص: 221 ] مسجد قباء.

الضحاك: كانوا قليلا من الناس؛ أي: كان الناس الذين هم محسنون قليلا، فيوقف على هذا على كانوا قليلا ، و {ما} : نافية.

التالي السابق


الخدمات العلمية