التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

اقتربت الساعة وانشق القمر : روى أنس بن مالك وغيره: أن القمر انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين، فصار فرقتين والجبل بينهما، فقالت قريش: سحرنا ابن أبي كبشة، فقدم السفار من كل أفق، فأخبروا أنهم رأوا انشقاقه.

[ ص: 268 ] وقوله: ويقولوا سحر مستمر أي: ذاهب، عن مجاهد؛ فالمعنى: سيمر ويذهب وقيل: معناه: قوي شديد، من (المرة) ؛ وهي القوة، وقيل: معناه: قد مر من الأرض إلى السماء.

وقوله: وكل أمر مستقر أي: يستقر لكل عامل عمله.

وقوله: ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر أي: ما يزجرهم عن الكفر لو قبلوه.

وقوله: فما تغن النذر : يجوز أن تكون (ما) نفيا، ويجوز أن تكون استفهاما؛ بمعنى: فأي شيء تغني النذر وهم معرضون عنها؟

و {النذر} : يجوز أن يكون بمعنى: الإنذار، ويجوز أن يكون جمع (نذير) .

فتول عنهم : هذا تمام الكلام، ثم قال: يوم يدع الداع إلى شيء نكر ، والعامل في {يوم} : (يخرجون) .

خشعا أبصارهم : الخشوع في الأبصار: الذلة.

وقوله: مهطعين إلى الداع ، تقدم القول في معنى (الإهطاع) .

وقوله: كأنهم جراد منتشر ، وقال في موضع آخر: كالفراش المبثوث [القارعة: 4]: هما صفتان في وقتين مختلفين؛ أحدهما: عند الخروج من القبور، يخرجون فزعين، لا يهتدون أين يتوجهون، فيدخل بعضهم في بعض، فهم حينئذ [ ص: 269 ] كالفراش المبثوث بعضه في بعض، لا جهة له يقصدها، فإذا سمعوا المنادي؛ قصدوه، فصاروا كالجراد المنتشر؛ لأن الجراد له وجهة يقصدها.

وقوله: كذبت قبلهم قوم نوح أي: قبل قومك.

وقالوا مجنون أي: هو مجنون.

{وازدجر} أي: زجر بالسب والوعيد.

وقوله: فدعا ربه أني مغلوب فانتصر أي: فانتصر لي منهم.

وقوله: بماء منهمر أي: سريع الانصباب.

وقوله: وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر أي: التقى ماء السماء وماء الأرض على أمر قد قدر في اللوح المحفوظ.

وقوله: وحملناه على ذات ألواح ودسر يعني: ألواح السفينة، و(الدسر) : معاريضها التي تعرض عليها، عن ابن عباس.

قتادة: (الدسر) : المسامير، مجاهد: هي أضلاع السفينة، الضحاك: هي طرفا السفينة، وقيل: (الدسر) : صدرها، لأن أصل (الدسر) : الدفع، فالسفينة تدفع الماء بصدرها، وواحد (الدسر) : (دسار) .

وقوله: تجري بأعيننا أي: بأمرنا.

[ ص: 270 ] وقوله: جزاء لمن كان كفر يعني: نوحا وأصحابه؛ أي: جحد.

مجاهد: المعنى: جزاء لله الذي كفر.

وقوله: ولقد تركناها آية يعني: السفينة، أو الفعلة، وقد رأى أوائل هذه الأمة بقية السفينة على الجودي، قاله قتادة وغيره.

وقوله: ولقد يسرنا القرآن للذكر أي: سهلناه، ولولا تسهيله إياه؛ لم يقدر أحد أن يتكلم بكلام الله عز وجل، وقيل: المعنى: سهلناه للحفظ.

فهل من مدكر أي: فهل من أحد يتذكر؟ والأصل: (مذتكر) : (مفتعل) ، من (الذكر) ، فقلبت التاء دالا؛ لتوافق الذال في الجهر، ثم أدغمت الذال في الدال، ويجوز (مذكر) ؛ على إدغام الثاني في الأول.

وقوله: إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا : قد تقدم القول في (الصرصر) .

وقوله: في يوم نحس مستمر أي: في يوم شؤم شديد، يروى: أنه كان يوم الأربعاء.

وقوله: تنـزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر أي: تنزعهم من الحفر التي كانوا فيها، ويروى: أن سبعة منهم حفروا حفرا، وقاموا فيها، ليردوا الريح.

[ ص: 271 ] الطبري: في الكلام حذف؛ والمعنى: تنزع الناس، فتتركهم أعجاز نخل منقعر، فالكاف في موضع نصب بالمحذوف.

الزجاج: الكاف في موضع نصب على الحال؛ والمعنى: تنزعهم مشبهين أعجاز نخل، والتشبيه: قيل: إنه لهم و للحفر التي كانوا فيها.

وقال مجاهد: بانت رءوسهم عن أبدانهم، فصاروا أبدانا بغير رءوس.

ومعنى {منقعر} : منقلع من قعره؛ أي: من أصله.

التالي السابق


الخدمات العلمية