التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

قوله جل ذكره: خلق الإنسان علمه البيان : قيل: إن {الإنسان} [ ص: 284 ] ههنا يراد به: محمد صلى الله عليه وسلم، و {البيان} : بيان الحلال من الحرام، والهدى من الضلال.

قتادة: {الإنسان} ههنا: آدم عليه السلام.

وقيل: إن {الإنسان} ههنا يراد به: جميع الناس، فهو اسم للجنس، و {البيان} على هذا: الكلام والفهم.

وقيل: معنى علم القرآن : جعله علامة يعتبر بها.

وتقدم معنى الشمس والقمر بحسبان .

وقوله: والنجم والشجر يسجدان : قال ابن عباس وغيره: {النجم} : ما لا ساق له، و {الشجر} : ما له ساق، واشتقاق {النجم} من (نجم الشيء) ؛ إذا طلع.

الحسن، ومجاهد: {النجم} : نجم السماء.

وسجود ذلك في قول مجاهد: دوران ظله، وهو اختيار الطبري، وقد تقدم القول في مثله.

[ ص: 285 ] وقوله: والسماء رفعها أي: فوق الأرض.

ووضع الميزان أي: عن مجاهد، وقيل: الذي يوزن به، وهو خبر بمعنى الأمر بالعدل، يدل عليه قوله: وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ؛ أي: لا تنقصوه.

ومعنى ألا تطغوا في الميزان : لا تجوروا، و(القسط) : العدل.

و(الأنام) : الناس، عن ابن عباس، الحسن: الجن والإنس، الضحاك: كل كما دب على الأرض.

وقوله: والنخل ذات الأكمام أي: الليف، عن الحسن وغيره.

القرظي: {الأكمام} : الطلع، وكل شيء ستر شيئا فهو له كم.

و {العصف} : التبن، عن الحسن وغيره، مجاهد: هو ورق الحنطة، [ابن جبير: هو بقل الزرع، والعرب تقول: (خرجنا نعصف الزرع) ؛ إذا قطعوا منه قبل أن يدرك].

{الريحان} : الرزق، عن ابن عباس وغيره، وعنه أيضا وعن قتادة: أنه الريحان الذي يشم، وعن ابن عباس أيضا: أنه خضرة الزرع، وعن ابن جبير: هو ما قام به على ساق.

[ ص: 286 ] الفراء: {العصف} : المأكول من الزرع، و {الريحان} : ما لا يؤكل.

و(ريحان) : يجوز أن يكون على (فعلان) ، أو(فيعلان) ؛ فإن كان على (فيعلان) ؛ فأصله: (ريوحان) ، فأبدل من الواو ياء، وأدغم؛ كـ (هين) ، و(لين) ، ثم ألزم التخفيف؛ لطوله، ولحاق الزيادتين الألف والنون، والمحذوف منه العين.

وإن كان (فعلان) ؛ فأصله: (روحان) ، فقلبت الواو ياء؛ كما قلبت في (أشاوى) .

وقوله: فبأي آلاء ربكما تكذبان : [خطاب للجن والإنس]؛ لأن (الأنام) واقع عليهما.

وقيل: لما قال: خلق الإنسان ، و وخلق الجان ؛ دل ذلك على أن ما تقدم وما تأخر لهما.

وقيل: إنه خطاب للواحد، حسب ما تقدم من القول في ألقيا في جهنم [ق: 24]، فأما ما بعد خلق الإنسان ، و وخلق الجان ؛ فإنه خطاب للإنس والجن.

[ ص: 287 ] و(الآلاء) : النعم، وهو قول جميع المفسرين، وقد قال ابن زيد: إنها القدرة.

وتقدم ذكر (الصلصال) .

و(المارج) : اللهب، عن ابن عباس، وقال: خلق الله الجان من خالص النار، وعنه أيضا: من لسانها الذي يكون في طرفها إذا التهبت، [الحسن: (المارج) : الحسن].

أبو عبيدة: (المارج) : الخلط، وأصله من (مرج) ؛ إذا اضطرب واختلط.

مجاهد: (المارج) ههنا يراد به: لهب أحمر وأسود.

ويروى: أن الله تعالى خلق نارين، فمرج إحداهما بالأخرى، [فأكلت إحداهما الأخرى]؛ وهي نار السموم، فخلق منها إبليس.

وقوله: رب المشرقين ورب المغربين يعني: مشرق الشتاء، ومشرق الصيف، وكذلك المراد بـ {المغربين} .

وتقدم القول في مرج البحرين يلتقيان .

التالي السابق


الخدمات العلمية