التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير.

قوله تعالى: هو الأول والآخر يعني: الأول قبل كل شيء، بغير حد ولا نهاية، الآخر يرث الأرض ومن عليها.

{الظاهر} : الذي يعلم ما ظهر، {الباطن} : الذي يعلم ما بطن.

وقيل: معناه: الظاهر بأدلته، الباطن عن إحساس بريته.

وقوله: وهو معكم أين ما كنتم : قال الثوري: يعني: علمه.

وقوله: وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه أي: مما أورثكم إياه عمن كان قبلكم.

[ ص: 337 ] وقوله: وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض يعني: أنكم تموتون وتخلفون أموالكم.

وقوله: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أكثر المفسرين على أن المراد بـ {الفتح} هنا: فتح مكة، وقال الشعبي: فتح الحديبية.

وقوله: يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم : قيل: إن الباء بمعنى: (عن) ؛ والمعنى: يسعى نورهم بين أيديهم وعن أيمانهم، وقيل: المعنى: يسعى إيمانهم وعملهم الصالح بين أيديهم، وفي أيمانهم كتب أعمالهم، روي معناه عن الضحاك، واختاره الطبري، فالباء على هذا بمعنى: (في) ، ويجوز على التقدير الآخر أن يوقف على: بين أيديهم ، ولا يوقف عليه على القول الأول.

وقوله: يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم أي: انتظرونا، ومن قرأ: {أنظرونا} ؛ فمعناه: أخرونا.

وقوله: قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا أي: ارجعوا من حيث جئتم، فالتمسوا نورا، فلا سبيل لكم إلى نورنا.

وقوله: فضرب بينهم بسور له باب : قيل: إنه الأعراف، وقيل: هو حاجز [ ص: 338 ] بين الجنة والنار، وروي: أن ذلك السور بيت المقدس، عند موضع يعرف بوادي جهنم.

وقوله: باطنه فيه الرحمة يعني: ما يلي المؤمنين منه، وظاهره من قبله العذاب يعني: ما يلي المنافقين.

قال كعب الأحبار: هو الباب الذي ببيت المقدس المعروف بباب الرحمة.

وقوله: {ينادونهم} أي: ينادي المنافقون المؤمنين: ألم نكن معكم في الدنيا؟

ومعنى فتنتم أنفسكم : استملتموها في الفتنة.

{وتربصتم} أي: تربصتم بالنبي عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين الدوائر، وقيل: تربصتم بالتوبة.

{وارتبتم} شككتم.

وغرتكم الأماني يعني ما كانوا يتمنونه من نزول الدوائر بالمسلمين.

وقوله: حتى جاء أمر الله أي: بإظهار دينه.

وقوله: مأواكم النار هي مولاكم أي: هي أولى بكم.

وقوله: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نـزل من الحق : روي: أن المزاح والضحك كثر في أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، فنزلت هذه الآية.

[ ص: 339 ] وقوله: فطال عليهم الأمد أي: طال على أهل الكتاب العهد الذي بينهم وبين موسى عليه السلام.

وقوله: اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها أي: يحييها بالمطر، وقال صالح المري: المعنى: يلين القلوب بعد قساوتها.

وقوله: إن المصدقين والمصدقات يعني: المتصدقين والمتصدقات، ومن خفف؛ فالمعنى: المصدقين بما أنزل الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية