التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير :

قوله تعالى : ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت أي : من اختلاف ، ولا تباين؛ أي : كله بما ترى فيه من أثر الصنعة دال على خالقه وإن اختلفت صوره وصفاته ، وقيل : المراد بذلك : السماوات خاصة .

وقوله : فارجع البصر هل ترى من فطور [أي : من شقوق] .

ثم ارجع البصر كرتين أي : ردده مرة بعد مرة ، ينقلب إليك البصر خاسئا أي : صاغرا متباعدا عن أن يرى شيئا من ذلك ، وهو حسير أي : قد بلغ غاية الإعياء .

والمراد بـ {كرتين} ههنا : التكثير ، والدليل على ذلك قوله : ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير [ ص: 442 ] وذلك دليل على كثرة النظر .

وقوله : إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا أي : صوتا شديدا ، وهي تفور أي : تغلي كالقدر .

وقوله : تكاد تميز من الغيظ أي : على أعداء الله عز وجل .

ابن زيد : معنى : {تميز} : تتفرق غضبا .

وقوله : إن أنتم إلا في ضلال كبير : هذا قول خزنة جهنم لأهلها .

وقوله : فسحقا لأصحاب السعير أي : بعدا لهم .

وقوله : ألا يعلم من خلق : يجوز أن تكون {من} لله عز وجل؛ والمعنى : ألا يعلم الخالق خلقه؟ ويجوز أن تكون للمخلوقين؛ والمعنى : ألا يعلم الله من خلق؟

وقوله : هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا أي : سهلة متذللة تستقرون عليها .

فامشوا في مناكبها أي : في جبالها ، عن ابن عباس .

مجاهد : في أطرافها ، وعنه أيضا : في طرقها وفجاجها .

وقوله : أأمنتم من في السماء أي : أأمنتم الله الذي في السماء .

وقوله : فإذا هي تمور أي : تذهب وتجيء .

وقوله : أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن أي : صافات أجنحتهن ، ويقبضنها .

[ ص: 443 ] وقوله : بل لجوا في عتو ونفور أي : تمادوا في طغيان واستكبار عن الحق .

وقوله : أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم : هذا مثل للمؤمن والكافر ، قال ابن عباس : هو في الدنيا ، وقال قتادة : هو يوم القيامة ، يمشي الكافر فيه على وجهه .

مجاهد ، والضحاك : الذي يمشي مكبا على وجهه الأعمى .

وقيل : إنها نزلت في حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وفي أبي جهل لعنه الله .

وقوله : فلما رأوه زلفة : قال ابن عباس : أي : لما رأوا عملهم السيئ قريبا ، قتادة والضحاك : فلما رأوا العذاب قريبا ، وقيل : لما رأوا الحشر ، ودل عليه {تحشرون} .

وقوله : سيئت وجوه الذين كفروا أي : فعل بها السوء .

وقيل هذا الذي كنتم به تدعون يعني : قولهم : فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم [الأنفال : 32] ، وقولهم : عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب [ص : 16] ، عن قتادة ، والضحاك ، وقيل : المعنى : يدعو بعضكم بعضا إلى التكذيب .

[ ص: 444 ] وقوله : قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا الآية : أي : أرأيتم إن متنا أو رحمنا ، فأخرت آجالنا ، من يجيركم من عذاب الله؟ فلا حاجة بكم إلى التربص بنا ، ولا إلى استعجال قيام الساعة .

وقوله : قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا أي : ذا غور ، وقيل : هو بمعنى غائر .

وقوله : فمن يأتيكم بماء معين أي : ظاهر ، عن ابن عباس ، أي : تراه العيون ، فهو (مفعول) ، وقيل : هو من (معن الماء) ؛ إذا كثر ، فهو على هذا (فعيل) ، وعن ابن عباس أيضا المعنى : فمن يأتيكم بماء عذب؟

قتادة ، والضحاك : (المعين) : الماء الجاري ، والغور : الذاهب .

التالي السابق


الخدمات العلمية