التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقوله : أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة أي : وثيقة ، كأنها قد بلغت النهاية ، تنتهي بكم إلى يوم القيامة أن لكم حكمكم فيما تتخيرون .

وقوله : سلهم أيهم بذلك زعيم أي : سل هؤلاء المتقولين علي : أيهم كفيل بما تقدم ذكره؟ و (الزعيم) : الضمين .

وقوله : أم لهم شركاء أي : في زعمهم ، فليأتوا بشركائهم ؛ أي : لتكون الحجة على جميعهم أوكد .

وقوله : يوم يكشف عن ساق أي : عن كربة وهول ، عن ابن عباس ، وهو يوم القيامة .

مجاهد : أول ساعة من القيامة ، والعرب تستعمل كشف الساق عبارة عن الشدة؛ كقولهم : (شمرت الحرب عن ساقها) ، وأصله : أن الرجل إذا جد في الأمر؛ كشف عن ساقه .

وقوله : ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون : يروى : أن أصلابهم تجف؛ فلا يستطيعون السجود .

قال بعض المتكلمين : هذا يدل على أن الاستطاعة قبل الفعل؛ لأن الكلام دال على أنهم كانوا قبل ذلك مستطيعين السجود ، فتركوه .

[ ص: 457 ] ومعنى دعائهم إلى السجود : التوبيخ لهم .

وقوله : وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون يعني : الصلاة المفروضة ، وقيل : هو عبارة عن الطاعة ، ومعنى قوله : {سالمون} : سالمو الجوارح ، لا يمنعهم مانع .

وقوله : سنستدرجهم من حيث لا يعلمون : استدراجه إياهم : هو ما يظهره لهم من النعم؛ يقال : (استدرجه) ؛ إذا أخذ ببأسه قليلا قليلا ، وهو مأخوذ من (الدرج) .

وقوله : فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت يعني : يونس عليه السلام ، إذ نادى وهو مكظوم ؛ أي : مغموم؛ والمعنى : اصبر ، ولا تغاضب كما غاضب .

وقوله : لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم أي : لنبذ مذموما ، ولكنه نبذ غير مذموم ، ومعنى {مذموم} في قول ابن عباس : مليم ، وقيل : مذنب .

وقوله : وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم : قال ابن عباس : أي : ينفذونك من شدة نظرهم .

قتادة : المعنى : ليصدونك ، وقيل : المعنى : ليصيبونك بالعين ، وكانوا [ ص: 458 ] يتعمدون ذلك ، وقيل : المعنى : أنهم ينظرون إليك بالعداوة حتى يكادوا يسقطونك .

وقوله : وما هو إلا ذكر للعالمين أي : ما القرآن إلا ذكر للعالمين ، وقيل : يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم؛ والمعنى : يتذكرون به ، وقيل : معناه : شرف .

التالي السابق


الخدمات العلمية