التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب :

من قرأ : {وحي} ؛ فهو من (وحيت) ، وهي لغة في (أوحيت) ، وكذلك : {أحي} إلا أن الهمزة بدل من واو .

ومن فتح (إن) في المواضع المذكورة؛ جاز أن يكون حملا على [ {أوحي} ، وجاز أن يكون حملا على] الهاء في آمنا به ، وجاز ذلك وهو مضمر مجرور؛ لكثرة حذف الجار مع (أن) ، وهو أشبه من الحمل على أنه استمع ؛ لأن حمل بعض المواضع على ذلك مستحيل؛ نحو : وأنا ظننا ، و وأنا لما سمعنا الهدى ، وأنا لمسنا السماء ؛ لأنه ليس من الوحي ، وفي حمل بعضها أيضا على آمنا به بعد؛ لأن حمل وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به ، و [ ص: 505 ] وأنه كان رجال من الإنس ليس على المعنى؛ لأنهم لم يخبروا بأنهم لما سمعوا الهدى آمنوا به ، ولا أنهم آمنوا بأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن .

ومن كسر؛ فعلى الاستئناف ، وما أجمع على كسره مما جاء بعد القول من هذه المواضع؛ فعلى الحكاية ، وما كسر بعد فاء الجزاء؛ فلأنه موضع ابتداء .

ومن قرأ : {وأنه تعالى جدا ربنا} ؛ فـ {ربنا} مرفوع بـ {تعالى} ، و {جدا} : منصوب على التمييز .

وأما {جد ربنا} ؛ فهو على تقدير : تعالى جد جد ربنا ، فـ (جد) الثاني : بدل من الأول ، حذف ، وأقيم المضاف إليه مقامه .

وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا : الهاء في {وأنه} للأمر أو الحديث ، وفي {كان} اسمها ، وما بعدها الخبر ، ويجوز أن تكون {كان} زائدة .

ومن قرأ : وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا ؛ فالأصل : (تتقول) ، و {كذبا} على هذه القراءة مصدر؛ كأنه قال : تكذب كذبا .

ومن مذهبه في (تبسمت وميض البرق) أن ينصبه بنفس (تبسمت) ؛ [ ص: 506 ] لأنه في معنى (أومضت) ؛ نصب {كذبا} بنفس {تقول} .

ومن قرأ : {تقول} ؛ فقوله : {كذبا} وصف لمصدر محذوف ، وإن جعل مصدرا؛ نصب نصب المفعول ، ولا يحسن جعله وصفا لمصدر على قراءة {تقول} ؛ إذ لا فائدة فيه؛ لأن التقول لا يكون إلا كذبا .

وقوله : فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا : يجوز أن يقدر (وجد) متعديا إلى مفعولين؛ فالأول : الهاء والألف ، و {ملئت} : في موضع الثاني ، ويجوز أن يعدى إلى مفعول واحد ، ويكون {ملئت} في موضع الحال على إضمار (قد) .

وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض : {أن} مخففة من الثقيلة ، وسدت مسد المفعولين ، ولا تكون الناصبة للفعل؛ لدخولها على {لن} .

ومن قرأ : {لبدا} ؛ فهو جمع (لبدة) ؛ ومعناه : جماعات .

ومن قرأ : {لبدا} ؛ فمعناه : كثيرا ، قيل له : (لبد) ؛ لركوب بعضه [على بعض ، ولصوق بعضه] ببعض .

ومن قرأ : {لبدا} ؛ فهو وصف على (فعل) ؛ ومعناه أيضا : الكثرة؛ كأنه [ ص: 507 ] يركب بعضه بعضا من كثرته حتى يتلبد ، و {لبدا} : وصف على (فعل) من المعنى المذكور .

إلا بلاغا من الله ورسالاته : استثناء منقطع ، وقيل : هو مصدر ، و (لا) بمعنى : (لم) ، و (إن) : للشرط؛ والمعنى : لن أجد من دونه ملتحدا إن لم أبلغ رسالات ربي بلاغا .

قل إن أدري أقريب ما توعدون : {إن} بمعنى : (ما) ، و {ما} : يجوز أن تكون من الفعل مصدرا ، ويجوز أن تكون بمعنى : (الذي) ـ ويقدر حذف العائد .

* * *

هذه السورة مكية ، وعددها : ثمان وعشرون آية في جميع الأعداد .

واختلف منها في آيتين :

عد المكي : قل إني لن يجيرني من الله أحد [22] ، ولم يعد : ولن أجد من دونه ملتحدا [22] ، والباقون : بخلافه .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية