التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
وقوله : ويطاف عليهم بآنية من فضة : قال مجاهد : هي في بياض الفضة ، وصفاء القوارير .

قال بعض أهل التأويل : في ذلك دليل على أن أرض الجنة من فضة؛ إذ المعهود في الدنيا اتخاذ الآنية من الأرض .

وقوله : قدروها تقديرا : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما : أتوا بها على قدر ريهم ، بغير زيادة ولا نقصان؛ والمعنى : قدرتها الملائكة التي تطوف عليهم ، وعن ابن عباس أيضا : قدروها على قدر ملء الكف .

[ ص: 550 ] وقيل : المعنى : قدرها أهل الجنة قبل أن تجيء بصفة ، فكانت كما قدروا .

وقوله : ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا : هذا على ما تستعمله العرب من ضرب المثل بالخمر إذا مزجت بالزنجبيل .

قتادة : (الزنجبيل) : اسم العين التي يشرب منها المقربون صرفا ، وتمزج لسائر أهل الجنة .

وقوله : عينا فيها تسمى سلسبيلا : (السلسبيل) : الشراب السهل اللذيذ ، وهو (فعلليل) ، من (السلاسة) في المعنى .

قتادة : المعنى : سلسة ، منقاد ماؤها حيث شاؤوا .

مجاهد : المعنى : شديدة الجري .

وقيل : هو اسم العين ، وأجري؛ لأنه رأس آية .

وقوله : وإذا رأيت ثم أي : إذا نظرت ثم ، وقال الفراء : إذا نظرت ما ثم .

[ ص: 551 ] وقوله : وملكا كبيرا : قال الثوري : بلغنا أنه تسليم الملائكة عليهم ، وفي خبر عن النبي عليه الصلاة والسلام : "أن الملك الكبير هو أن ملك أدنى أهل الجنة مسيرة ألفي عام" ، قال : "وإن أفضلهم لينظر في وجه ربه تعالى في كل يوم مرتين" .

وقوله : وسقاهم ربهم شرابا طهورا : قال أبو قلابة : هو إذا شربوه بعد أكلهم؛ طهرهم ، وصار ما أكلوه وما شربوه رشح مسك ، وضمرت بطونهم .

وقوله : فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا أي : لا تطع من أثم ، ولا من كفر ، ودخول {أو} يوجب ألا يطيع كل واحد منهما على انفراده ، ولو قال : ولا تطع منهم آثما وكفورا؛ لم يلزم النهي إلا باجتماع الوصفين .

[ ص: 552 ] وقوله : واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ، إلى قوله : وسبحه ليلا طويلا : قال ابن زيد ، وغيره : هو منسوخ بالصلوات الخمس ، وقيل : هو ندب ، وقيل : هو مخصوص للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقد تقدم القول في مثله في (المزمل) [2- 4] .

وقال ابن حبيب : المراد به : الصلوات الخمس ، فـ {بكرة} : الصبح ، و {وأصيلا} : الظهر ، والعصر ، وقوله : ومن الليل فاسجد له : المغرب ، والعشاء ، وقوله : وسبحه ليلا طويلا : قيام الليل .

وقوله : ويذرون وراءهم يوما ثقيلا أي : أمامهم ، وقيل : المعنى : ويذرون خلف ظهورهم العمل ليوم القيامة .

وقوله : نحن خلقناهم وشددنا أسرهم : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما : أي : خلقهم ، أبو هريرة : مفاصلهم ، ابن زيد : (الأسر) : القوة؛ وقيل : المراد به : موضع خروج الحدث ، واشتقاقه من (الإسار) ؛ وهو القد .

وقوله : وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا أي : قوما من جنسهم في الخلق مخالفين لهم في العمل .

وقوله : إن هذه تذكرة يعني : الآي ، وقال قتادة : السورة ، ويحتمل أن يكون المعنى : إن هذه العظة ، أو القصص ، أو الأمثال .

[ ص: 553 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية