السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1710 (باب أنفقي ولا تحصي ولا توعي)

وقال النووي : (باب الحث على الإنفاق وكراهة الإحصاء) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 118 - 119 ج7 المطبعة المصرية

[عن أسماء بنت أبي بكر، أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله! ليس لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير. فهل علي جناح أن أرضخ مما يدخل علي؟

فقال: "ارضخي ما استطعت، ولا توعي فيوعي الله عليك"
.]


(الشرح)

(عن أسماء بنت أبي بكر) الصديق رضي الله عنهما، (أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله! ليس لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير.

فهل علي جناح أن أضخ ما يدخل علي؟ فقال: " أرضخي ما استطعت ") .

قال النووي : معناه: مما يرضى به الزبير. وتقديره: أين لك في الرضخ مراتب مباحة، بعضها فوق بعض؟ وكلها يرضاها الزبير. فافعلي أعلاها.

[ ص: 611 ] أو يكون معناه: ما استطعت، مما هو ملك لك.

وفي رواية أخرى عنها عند مسلم: " أنفقي أو انفحي أو انضحي.

ولا توعي فيوعي الله عليك".


قال النووي : هذا محمول على ما أعطاها الزبير لنفسها، بسبب نفقة وغيرها.

أو مما هو من الزبير ولا يكره الصدقة منه. بل رضي بها على عادة غالب الناس.

وفي الحديث: الحث على النفقة في الطاعة. والنهي عن الإمساك والبخل، وعين ادخار المال في الوعاء.

وفيه: مقابلة اللفظ باللفظ للتجنيس. كما قال تعالى:

ومكروا ومكر الله .

ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث آخر:

"ولا تحصي يحصي الله عليك".

أي: يمنعك كما منعت. ويقتر عليك كما قترت، ويمسك فضله عنك كما أمسكته.

التالي السابق


الخدمات العلمية