السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
101 (باب إذا أبق العبد فهو كافر)

وقال النووي: (باب تسمية العبد الآبق كافرا) .

يقال: أبق العبد، وأبق، بفتح الباء وكسرها. لغتان مشهورتان، والفتح أفصح. وبه جاء القرآن

إذ أبق إلى الفلك المشحون .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 57 ج2 المطبعة المصرية

[عن الشعبي ، عن جرير أنه سمعه يقول: «أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم» قال منصور: قد والله روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكني أكره أن يروى عني ههنا بالبصرة ] .


[ ص: 233 ] (الشرح)

(عن الشعبي عن جرير، أنه سمعه يقول: أيما عبد أبق من مواليه، فقد كفر حتى يرجع إليهم) ..

وفي الرواية الأخرى «فقد برئت منه الذمة ) .

وفي الأخرى «إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة» .

وفي تسميته «كافرا» ، الأوجه التي تقدمت.

قال ابن الصلاح: «الذمة» ، هنا، هي الحرمة، أو ضمان الله وأمانته، ورعايته. من قبيل قوله: «له ذمة الله، وذمة رسوله، وذلك، أن الآبق كان مصونا عن عقوبة السيد؛ له وحبسه، فزال ذلك بإباقه.

«فقال منصور» بن عبد الرحمن الأشل الغداني البصري.

وثقه أحمد وابن معين، وضعفه أبو حاتم الرازي. وهو راوي هذا الحديث عن الشعبي؛ عن جرير؛ موقوفا عليه.

ثم قال منصور، بعد روايته إياه موقوفا: «قد والله (روي) عن النبي صلى الله عليه وسلم، فاعلموه أيها الخواص! الحاضرون» ، «ولكني أكره أن يروى عني ههنا» ، أي: أكره أن أصرح برفعه في لفظ روايتي، فيشيع عني «بالبصرة» التي هي مملوءة من المعتزلة والخوارج الذين يقولون بتخليد أهل المعاصي في النار، والخوارج يزيدون على التخليد، فيحكمون بكفرهم. ولهم شبهة في التعلق بظاهر الحديث.

التالي السابق


الخدمات العلمية