السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1915 باب: أي يوم يصوم في عاشوراء

وهو في النووي في: ( باب صوم يوم عاشوراء ).

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 11 ج8 المطبعة المصرية

[عن الحكم بن الأعرج قال: انتهيت إلى ابن عباس (رضي الله [ ص: 111 ] عنهما ) وهو متوسد رداءه في (زمزم ). فقلت له: أخبرني عن صوم (عاشوراء ). فقال: إذا رأيت هلال (المحرم ) فاعدد. وأصبح يوم التاسع صائما. قلت: هكذا كان (رسول الله ) صلى الله عليه وسلم يصومه؟ قال: نعم . ]


(الشرح)

فيه: أن يوم عاشوراء هو تاسع المحرم.

وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ( التاسع ).

وهذا مذهبه رضي الله عنه، ويتأوله على أنه مأخوذ من ( إظماء الإبل ) ؛ فإن العرب تسمي اليوم الثالث من أيام الورد: ( ربعا ). وكذا باقي الأيام على هذه النسبة.

فيكون التاسع عشرا ).

وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف ؛ إلى أن ( عاشوراء ): هو اليوم (العاشر ) من المحرم.

وممن قال ذلك: سعيد بن المسيب، والحسن البصري، ومالك ؛ وأحمد، وإسحاق، وخلائق.

[ ص: 112 ] وهذا ظاهر الأحاديث، ومقتضى اللفظ.

وأما تقدير أخذه من ( الإظماء ) فبعيد.

ثم إن حديث ابن عباس الثاني يرد عليه ؛ لأنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ( عاشوراء )، فذكروا أن اليهود والنصارى تصومه. فقال: إنه في العام المقبل يصوم "التاسع".

وهذا تصريح بأن الذي كان يصومه، ليس هو ( التاسع ) ؛ فتعين كونه ( العاشر ).

قال الشافعي وأصحابه، وأحمد، وإسحاق، وآخرون: يستحب صوم ( التاسع والعاشر ) جميعا،

لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام ( العاشر )، ونوى صيام التاسع.

وفي حديث أبي هريرة عند مسلم، في ( كتاب الصلاة ) يرفعه: " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله: المحرم".

قال بعض أهل العلم: ولعل السبب في صوم ( التاسع ) مع العاشر، أن لا يتشبه باليهود في إفراد ( العاشر ).

وفي الحديث: إشارة إلى هذا.

وقيل: للاحتياط في تحصيل عاشوراء

والأول أولى.

[ ص: 113 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية