السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
2010 باب ترك صيام عشر ذي الحجة

وقال النووي : ( باب صوم عشر ذي الحجة ).

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 71 ج8 المطبعة المصرية

[عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط ].

وفي رواية: ( لم يصم العشر ).


(الشرح)

قال النووي : قال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم ( العشر ).

والمراد (بالعشر ) هنا: الأيام التسعة، من أول ذي الحجة. قالوا: وهذا مما يتأول. فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي ( مستحبة ) استحبابا شديدا، لاسيما ( التاسع منها ). وهو يوم عرفة. وقد وردت الأحاديث في فضله.

وثبت في صحيح البخاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال: " ما من أيام، العمل الصالح فيها أفضل منه: في هذه ". يعني: العشر الأوائل من ذي الحجة. [ ص: 130 ]

فيتأول قولها: "لم يصم العشر ": أنه لم يصمه لعارض مرض، أو سفر، أو غيرهما. أو أنها لم تره صائما فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر.

ويدل على هذا التأويل ؛ حديث هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: (قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة. ويوم عاشوراء. وثلاثة أيام من كل شهر. ( أول اثنين ) من الشهر، والخميس ).

رواه أبو داود - وهذا لفظه - وأحمد، والنسائي. وفي روايتهما (وخميسين ). والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية