السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
2008 باب الاجتهاد في العشر الأواخر

وهو في النووي في الباب المتقدم.

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 70 ج 8 المطبعة المصرية

[عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيى الليل، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر، . ]
(الشرح)

( عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيى الليل ).

أي: استغرقه بالسهر، في الصلاة وغيرها.

[ ص: 176 ] ( وأيقظ أهله ) أي: للصلاة في الليل.

( وجد ) في العبادة.

( وشد المئزر ).

وفي رواية: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره ).

واختلف أهل العلم في معنى: (شد المئزر ).

فقيل: هو الاجتهاد في العبادات، زيادة على عادته صلى الله عليه وسلم في غيره.

ومعناه: التشمير في العبادات. يقال: شددت لهذا الأمر مئزري.

أي: تشمرت له وتفرغت.

وقيل: هو كناية عن اعتزال النساء للاشتغال بالعبادات.

( والمئزر ) بكسر الميم، مهموز. وهو الإزار.

قال النووي : ففي هذا الحديث: أنه يستحب أن يزاد من العبادات، في العشر الأواخر من رمضان، واستحباب إحياء لياليه بالعبادات.

وأما قول أصحابنا: يكره قيام الليل كله، فمعناه: الدوام عليه. ولم يقولوا بكراهة ليلة، وليلتين، والعشر. ولهذا اتفقوا على استحباب إحياء ليلتي العيدين، وغير ذلك. انتهى.

قلت: والمراد: إحياء أكثر الليل، لا كله. فإن الأكثر له حكم الكل.

[ ص: 177 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية