السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1989 باب في ليلة القدر، وتحريها في العشر الأواخر من رمضان

وأورده النووي في: ( باب فضل ليلة القدر، والحث على طلبها إلخ )

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 59 ج 8 المطبعة المصرية

[عن عقبة (وهو ابن حريث )، قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التمسوها في العشر الأواخر (يعني: ليلة القدر ). فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يغلبن على السبع البواقي. " ]


(الشرح)

( عن ابن عمر رضي الله عنهما ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " التمسوها في العشر الأواخر " - يعني ليلة القدر - ).

سميت بها، لما يكتب فيها للملائكة: من الأقدار والأرزاق والآجال، التي تكون في تلك السنة.

كقوله تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم . وقوله تعالى: تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر .

ومعناه: يظهر للملائكة ما سيكون فيها. ويأمرهم بفعل ما هو من وظيفتهم. وكل ذلك مما سبق في علم الله تعالى به، وتقديره له.

[ ص: 178 ] وقيل: سميت بذلك، لعظم قدرها وشرفها.

وأجمع من يعتد به، على وجودها ودوامها، إلى آخر الدهر للأحاديث الصحيحة المشهورة.

( " فإن ضعف أحدكم، أو عجز، فلا يغلبن على السبع البواقي" )

وفي بعض النسخ: ( عن السبع )، بدل (على ).

قال النووي : وكلاهما صحيح.

وفي الباب: روايات في صحيح مسلم، بطرق وألفاظ.

منها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر. فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر ".

وفي رواية: "تحروا ليلة القدر، في السبع الأواخر".

وفي أخرى: " فالتمسوها في العشر الغوابر ".

وفي أخرى: "من كان ملتمسها، فليلتمسها في العشر الأواخر ".

وفي أخرى: "تحينوا ليلة القدر في العشر الأواخر. أو قال: " في التسع الأواخر ".

[ ص: 179 ] في هذه كلها: دلالة واضحة على وجودها. ولو لم يكن كذلك، لم يأمر بالتماسها. ولم يقل: "تحينوا " أي: اطلبوا "حينها ". وهو زمانها.

التالي السابق


الخدمات العلمية