السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1994 باب: ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين

وهو في النووي في الباب المتقدم.

قد تقدم حديث أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه ) في ذلك. أي: في (بيان ليلة القدر ). في ( باب اعتكاف العشر الأول والأوسط ).

وفيه: ( فأصبح من ليلة إحدى وعشرين ). وهو موضع الترجمة من هذا الباب.


قال عياض : اختلفوا في محلها، فقال جماعة: هي منتقلة ؛ تكون في سنة في ليلة. وفي سنة أخرى في ليلة أخرى. وهكذا.

وبهذا يجمع بين الأحاديث. ويقال: كل حديث جاء بأحد أوقاتها. ولا تعارض فيها.

قال: ونحو هذا قول مالك، والثوري، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثور، وغيرهم.

قالوا: وإنما تنتقل في العشر الأواخر، من رمضان.

وقيل: بل في كله.

وقيل: إنها معينة فلا تنتقل أبدا.

وعلى هذا قيل: في السنة كلها. وهو قول ابن مسعود، وأبي حنيفة وصاحبيه.

[ ص: 180 ] وقيل: بل في شهر رمضان كله. وهو قول ابن عمر، وجماعة من الصحابة.

وقيل: بل في العشر الوسط، والأواخر.

وقيل: في العشر الأواخر.

وقيل: تختص بأوتار العشر.

وقيل: بأشفاعها. كما في حديث آخر، عن أبي سعيد.

وقيل: بل في ثلاث وعشرين، أو سبع وعشرين. وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما.

وقيل: تطلب في ليلة سبع عشرة، أو إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين. وحكي عن علي، وابن مسعود.

وقيل: ليلة ثلاث وعشرين. وهو قول كثير من الصحابة وغيرهم.

وقيل: ليلة أربع وعشرين. وهو محكي عن بلال، وابن عباس، والحسن، وقتادة.

وقيل: ليلة سبع وعشرين. وهو قول جماعة من الصحابة.

وقيل: سبع عشرة. وهو محكي عن زيد بن أرقم، وابن مسعود أيضا.

وقيل: تسع عشرة. وحكي عن ابن مسعود أيضا، وحكي عن علي أيضا.

وقيل: آخر ليلة من الشهر.

[ ص: 181 ] وشذ قوم، فقالوا: رفعت. لقوله صلى الله عليه وسلم حين تلاحى الرجلان: " فرفعت".

وهذا غلط من هؤلاء الشاذين. لأن آخر الحديث يرد عليهم ؛ فإنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم. فالتمسوها في السبع والتسع" هكذا هو في أول صحيح البخاري.

(وفيه ): تصريح بأن المراد برفعها رفع بيان علم عينها. ولو كان المراد: رفع وجودها، لم يأمر بالتماسها. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية