السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
2089 باب مداواة المحرم عينيه

ولفظ النووي : ( باب جواز مداواة... إلخ).

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 124 ج8 المطبعة المصرية

[عن نبيه بن وهب، قال: خرجنا مع أبان بن عثمان، حتى إذا كنا بملل ، اشتكى عمر بن عبيد الله عينيه. فلما كنا بالروحاء، اشتد وجعه، فأرسل إلى أبان بن عثمان يسأله، فأرسل إليه: أن اضمدهما بالصبر. فإن عثمان (رضي الله عنه) ، حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الرجل إذا اشتكى عينيه وهو محرم، ضمدهما بالصبر ].


[ ص: 356 ] (الشرح)

(عن نبيه ) بضم النون، وفتح الباء بعدها تحتية.

(بن وهب، قال: خرجنا مع أبان بن عثمان ) .

وفي ( أبان )، وجهان: الصرف وعدمه. والصحيح الأشهر: (الصرف). فمن صرفه، قال: وزنه: (فعال).

ومن منعه، قال: هو أفعل.

(حتى إذا كنا بملل ) بفتح الميم، بلامين: (موضع) ، على ثمانية وعشرين ميلا من المدينة . وقيل: اثنان وعشرون. حكاهما عياض في: (المشارق).

(اشتكى عمر بن عبيد الله عينيه . فلما كنا بالروحاء ، اشتد وجعه، فأرسل إلى أبان بن عثمان يسأله، فأرسل إليه: أن اضمدهما) بكسر الميم. جاء على لغة التخفيف. معناه: اللطخ.

(بالصبر) بكسر الباء، ويجوز إسكانها.

(فإن عثمان ) رضي الله عنه، (حدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، في الرجل إذا اشتكى عينيه وهو محرم، ضمدهما) بتخفيف الميم وتشديدها.

يقال: ضمد وضمد، مخففا ومشددا.

(بالصبر) .

قال النووي : اتفق العلماء، على جواز تضميد العين وغيرها، [ ص: 357 ] بالصبر ونحوه، مما ليس بطيب. ولا فدية في ذلك.

فإن احتاج إلى ما فيه طيب: جاز له فعله، وعليه الفدية.

قال: واتفق العلماء، على أن للمحرم: أن يكتحل (بكحل) لا طيب فيه ، إذا احتاج إليه، ولا فدية عليه فيه.

وأما الاكتحال للزينة: فمكروه عند الشافعي ، وآخرين.

ومنعه جماعة، منهم: أحمد وإسحاق .

وفي مذهب مالك ، قولان كالمذهبين.

وفي إيجاب الفدية عندهم بذلك: خلاف. انتهى.

التالي السابق


الخدمات العلمية