السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
171 (باب من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية)

ولفظ النووي: (باب: هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية؟ والمعنى متقارب)

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 135 جـ2 المطبعة المصرية

[عن عبد الله ، قال: قال أناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول [ ص: 256 ] الله! أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: «أما من أحسن منكم في الإسلام فلا يؤاخذ بها، ومن أساء أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام» ]


(الشرح)

وفي رواية أخرى بلفظ قال: «من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر».

والمراد «بالإحسان» هنا كما قال جماعة من المحققين: الدخول في الإسلام بالظاهر والباطن جميعا، وأن يكون مسلما حقيقيا، فهذا يغفر له ما سلف في الكفر، بنص القرآن العظيم. والحديث الصحيح: «الإسلام يهدم ما قبله» : وبإجماع المسلمين.

والمراد «بالإساءة» عدم الدخول في الإسلام بقلبه، بل يكون منقادا في الظاهر، مظهرا للشهادتين، غير معتقد للإسلام بقلبه؛ فهذا منافق باق على كفره بإجماع المسلمين؛ فيؤاخذ بما عمل في الجاهلية قبل إظهار صورة الإسلام، ومما عمل بعد إظهارها، لأنه مستمر على كفره.

وهذا معروف في استعمال الشرع. يقولون: «حسن إسلام فلان» . إذا دخل فيه حقيقة بإخلاص، «وساء إسلامه» أو «لم يحسن إسلامه» ، إذا لم يكن كذلك والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية