السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
2263 باب صفة السير في الدفع من عرفة

وذكره النووي في الباب المتقدم.

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم النووي ص 34 ج9 المطبعة المصرية

[عن هشام عن أبيه. قال سئل أسامة وأنا شاهد (أو قال: سألت أسامة بن زيد) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه من عرفات .

[ ص: 514 ] قلت: كيف كان يسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أفاض من عرفة؟ قال
كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص
.]
(الشرح)

(عن عروة. قال: سئل أسامة وأنا شاهد ، أو قال: سألت أسامة بن زيد) رضي الله عنهما (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه من عرفات. قلت: كيف كان يسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين أفاض من عرفة ؟ قال: كان يسير العنق) بفتح العين والنون.

قال في (النيل) : هو السير ، الذي بين الإبطاء والإسراع.

وفي (المشارق) : أنه سير سهل في سرعة.

وقال القزاز: هو سير سريع.

وقال في (القاموس) : هو الخطو الفسيح.

وانتصب (العنق) ، على المصدر المؤكد للفظ الفعل.

(فإذا وجد فجوة) بفتح الفاء: المكان المتسع.

وروي في الموطإ: (فرجة) بضم الفاء وفتحها. وهي بمعنى: الفجوة.

(نص) بفتح النون وتشديد الصاد. [ ص: 515 ] قال النووي: والعنق والنص: نوعان من إسراع السير. وفي (العنق نوع) من الرفق.

وفيه من الفقه: استحباب الرفق في السير ، في حال الزحام. فإذا وجد (فرجة) : استحب الإسراع ، ليبادر إلى المناسك ، وليتسع له الوقت ، ليمكنه الرفق في حال الزحمة.

قال ابن عبد البر: في هذا الحديث: كيفية السير ، في الدفع من عرفة إلى مزدلفة ، لأجل الاستعجال للصلاة ، لأن المغرب لا تصلى إلا مع العشاء ، بالمزدلفة. فيجمع بين المصلحتين: من الوقار والسكينة ، عند الزحمة. ومن الإسراع ، عند عدم الزحام. انتهى.

التالي السابق


الخدمات العلمية