السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
2274 [ ص: 525 ] باب تقديم الظعن من مزدلفة

وهو في النووي في: (باب استحباب تقديم دفع الضعفة: من النساء إلخ) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم النووي ص 39 - 40 ج 9 المطبعة المصرية

[عن ابن جريج. حدثني عبد الله (مولى أسماء) قال قالت لي أسماء (وهي عند دار المزدلفة) هل غاب القمر؟ قلت: لا. فصلت ساعة، ثم قالت: يا بني! هل غاب القمر؟ قلت: نعم. قالت: ارحل بي. فارتحلنا حتى رمت الجمرة. ثم صلت في منزلها. فقلت لها: أي: هنتاه! لقد غلسنا. قالت: كلا. أي: بني! إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للظعن

وحدثنيه علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن ابن جريج بهذا الإسناد وفي روايته. قالت: لا. أي بني إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أذن لظعنه ]
(الشرح)

(عن عبد الله " مولى أسماء ") قال: قالت لي أسماء (وهي عند دار المزدلفة) : هل غاب القمر ؟ قلت: لا. فصلت ساعة. ثم قالت: [ ص: 526 ] يا بني ! هل غاب القمر ؟ قلت: نعم. قالت: ارحل بي. فارتحلنا حتى رمت الجمرة. ثم صلت في منزلها. فقلت لها: أي هنتاه !) هذا اللفظ ، كناية عن شيء لا يذكره باسمه ، وهو معنى: يا هذه ! وهو بفتح الهاء وبعدها نون ساكنة ومفتوحة ، وإسكانها أشهر. ثم تاء من فوق.

قال ابن الأثير: وتسكن الهاء التي في آخرها وتضم.

وفي التثنية: يا هنتان. وفي الجمع: يا هنات. وهنوات. وفي المذكر:

هن. وهنان. وهنون.

(لقد غلسنا) بالجزم.

وفي رواية الموطإ (لقد جئنا بغلس) .

وفي رواية أبي داود: (إنا رمينا الجمرة بليل) .

(وغلسنا) أي: لقد تقدمنا على الوقت المشروع.

(قالت كلا. أي بني ! إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للظعن) . بضم الظاء والعين ; وبإسكان العين أيضا. وهن النساء. الواحدة: (ظعينة) كسفينة وسفن.

وأصل (الظعينة) : الهودج ، الذي تكون فيه المرأة على البعير.

فسميت المرأة به مجازا. واشتهر هذا المجاز حتى غلب ، وخفيت الحقيقة.

[ ص: 527 ] وظعينة الرجل: امرأته.

وفي هذا الحديث: دليل على أنه يجوز للنساء الرمي لجمرة العقبة ، في النصف الأخير من الليل. وفيه خلاف.

واستدل به: على إسقاط المرور بالمشعر الحرام عن الظعينة. ولا دلالة فيه على ذلك. لأن غاية ما فيه: السكوت عن المرور بالمشعر. وقد ثبت في البخاري وغيره (عن ابن عمر) : ما سيأتي: في وقوف الضعفة عند المشعر.

التالي السابق


الخدمات العلمية