السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
2247 [ ص: 530 ] باب تلبية الحاج ، حتى يرمي جمرة العقبة

وقال النووي: (باب استحباب إدامة الحاج التلبية ، حتى يشرع في رمي جمرة العقبة يوم النحر) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم النووي ص 69 - 27 ج 9 المطبعة المصرية

[عن ابن جريج، أخبرني عطاء، أخبرني ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل من جمع. قال فأخبرني ابن عباس أن الفضل أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة .]
(الشرح)

فيه: دليل على أنه: يستديم التلبية ، حتى يشرع في رمي جمرة العقبة غداة يوم النحر. وإليه ذهب الشافعي ، والثوري ، وأبو حنيفة ، وأبو ثور ، وجماهير العلماء: من الصحابة ، والتابعين ، وفقهاء الأمصار ، ومن بعدهم.

وقال الحسن: يلبي حتى يصلي الصبح ، يوم عرفة.

وحكي عن علي ، وابن عمر ، وعائشة ، ومالك ، وجمهور فقهاء المدينة: أنه يلبي حتى تزول الشمس.

[ ص: 531 ] وقال أحمد ، وإسحاق ، وبعض السلف: حتى يفرغ من رمي جمرة العقبة.

قال النووي: دليل الشافعي ، والجمهور: هذا الحديث الصحيح ، مع الأحاديث بعده.

قال: ولا حجة للآخرين في مخالفتها. فيتعين اتباع السنة. وأما قوله: (حتى رمى الجمرة) ، فقد يحتج به أحمد وإسحاق لمذهبهما ، ويجيب الجمهور عنه بأن المراد: حتى شرع في الرمي. ليجمع بين الروايتين. انتهى.

وأقول: قال في (السيل الجرار) ، عند الكلام على هذا الحديث: هذا يحتمل أنه ترك التلبية ، عند الشروع في الرمي. ويحتمل أنه تركها عند الفراغ منه.

ويؤيد هذا: ما روي من حديث (الفضل بن عباس) ، عند النسائي والبيهقي: (أنه صلى الله عليه وسلم ، قطع التلبية مع آخر حصاة) .

التالي السابق


الخدمات العلمية