السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
2349 باب ما عطب من الهدي قبل محله

وقال النووي: (باب ما يفعل بالهدي ، إذا عطب في الطريق) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم النووي ص 78 ج 9 المطبعة المصرية

[عن ابن عباس، أن ذؤيبا "أبا قبيصة" حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يبعث معه بالبدن، ثم يقول: "إن عطب منها شيء، فخشيت عليه موتا، فانحرها ثم اغمس نعلها في دمها ثم اضرب به صفحتها ولا تطعمها أنت، ولا أحد من أهل رفقتك" .


[ ص: 574 ] (الشرح)

(عن ابن عباس) رضي الله عنهما: (أن ذؤيبا " أبا قبيصة " حدثه ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يبعث معه بالبدن ، ثم يقول: " إن عطب منها شيء فخشيت عليه) موتا ، فانحرها. ثم اغمس نعلها في دمها. ثم اضرب به صفحتها ".) .

إنما يفعل ذلك ، لأجل أن يعلم من مر به: أنه هدي فيأكله.

(ولا تطعمها أنت ، ولا أحد من أهل رفقتك) بضم الراء وكسرها.

لغتان مشهورتان.

فيه: فوائد ;

منها: أنه إذا عطب الهدي ، وجب ذبحه وتخليته للمساكين. ويحرم الأكل منها عليه ، وعلى رفقته الذين معه في الركب ، سواء كان الرفيق مخالطا له ، أو في جملة الناس من غير مخالطة.

والسبب في نهيهم: قطع الذريعة ، لئلا يتوصل بعض الناس إلى نحره ، أو تعييبه ، قبل أوانه.

والظاهر: عدم الفرق " بين هدي التطوع والفرض ".

وخصصه: بهدي التطوع. ولعل الوجه في ذلك: أن الهدي الذي هو السبب: هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي بعث به ، وهو هدي تطوع. [ ص: 575 ] قال النووي ; ولا يجوز للأغنياء: الأكل منه مطلقا ، لأن الهدي مستحق للمساكين ، فلا يجوز لغيرهم. انتهى.

التالي السابق


الخدمات العلمية