السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
2316 باب منه

وهو في النووي في: (باب استحباب نزول المحصب إلخ) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم النووي ص 61 ج9 المطبعة المصرية

[حدثنا أبو هريرة قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر وذلك أن قريشا وبني كنانة تحالفت [ ص: 596 ] على بني هاشم وبني المطلب: أن لا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني بذلك: المحصب) .

وفي الرواية الأخرى: منزلنا إن شاء الله إذا فتح الله الخيف حيث تقاسموا على الكفر .]


(الشرح)

قال النووي: إنما قال: " إن شاء الله " (تعالى) امتثالا لقوله تعالى:

( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ) .

والمعنى: تحالفوا وتعاهدوا عليه.

وهو تحالفهم على إخراج النبي صلى الله عليه وسلم ، وبني هاشم ، وبني المطلب ، من مكة إلى هذا الشعب. وهو: (خيف بني كنانة) .

وكتبوا بينهم الصحيفة المشهورة. وكتبوا فيها أنواعا من الباطل ، وقطيعة الرحم ، والكفر.

فأرسل الله عليها الأرضة ، فأكلت كل ما فيها ، من كفر ، وقطيعة رحم ، وباطل. وتركت ما فيها: من ذكر الله تعالى.

فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

[ ص: 597 ] فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم : عمه أبا طالب. فجاء إليهم أبو طالب ، فأخبرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فوجدوه كما أخبر. والقصة مشهورة.

قال: وقال بعض العلماء: وكان نزوله هنا: شكرا لله تعالى ، على الظهور بعد الاختفاء ، وعلى إظهار دين الله تعالى. انتهى.

قال في (الفتح) : والحاصل: أن من نفى أنه سنة "كعائشة وابن عباس " ، أراد: أنه ليس من المناسك ، فلا يلزم بتركه شيء.

ومن أثبته " كابن عمر " ، أراد: دخوله في عموم التأسي بأفعاله صلى الله عليه وسلم ، لا الالتزام بذلك.

ويستحب: أن يصلي به الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، ويبيت به بعض الليل. كما دل عليه حديث أنس ، وابن عمر ، رضي الله عنهم. انتهى.

التالي السابق


الخدمات العلمية