السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
2373 [ ص: 37 ] باب منه

وهو في النووي في: (باب نقض الكعبة وبنائها ).

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص99 ج9 المطبعة المصرية

[عن أبي قزعة ; أن عبد الملك بن مروان، بينما هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل الله ابن الزبير! حيث يكذب على أم المؤمنين، يقول: سمعتها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة! لولا حدثان قومك بالكفر، لنقضت البيت، حتى أزيد فيه من الحجر، فإن قومك قصروا في البناء" .

فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا، يا أمير المؤمنين! فأنا سمعت أم المؤمنين تحدث هذا.

قال لو كنت سمعته قبل أن أهدمه، لتركته على ما بنى ابن الزبير].


(الشرح)

(عن أبى قزعة ; أن عبد الملك بن مروان، بينما هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل الله ابن الزبير! حيث يكذب على أم المؤمنين ) عائشة رضي الله عنها.

[ ص: 38 ] ) يقول: سمعتها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة! لولا حدثان قومك بالكفر" ) بكسر الحاء وإسكان الدال. أي: قرب عهدهم بالكفر. ("لنقضت البيت، حتى أزيد فيه من الحجر، فإن قومك قصروا في البناء" فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين! فأنا سمعت أم المؤمنين تحدث هذا ).

فيه: الانتصار للمظلوم، ورد الغيبة، وتصديق الصادق إذا كذبه إنسان.

والحارث هذا تابعي.

(قال: لو كنت سمعته قبل أن أهدمه، لتركته على ما بنى ابن الزبير ).

فيه: اعتراف بصدق الحديث. وأن ما فعله، لم يفعله لو علم به قبل ذلك. ولكن كان أمر الله قدرا مقدورا.

وفي (لقطة العجلان، مما تمس إليه حاجة الإنسان ): ثم جاء الحجاج لحصاره، أيام عبد الملك. ورمى على المسجد بالمنجنيقات، إلى أن تصدعت حيطانها، ثم أمره عبد الملك بهدمه، ورد البيت على قواعد قريش، كما هي اليوم.

ويقال: إنه ندم على ذلك، حين علم صحة رواية ابن الزبير: لحديث عائشة. وقال: وددت أني كنت حملت أبا خبيب، في أمر البيت وبنائه: ما تحمل.

[ ص: 39 ] فهدم منها: ستة أذرع وشبرا، مكان الحجر. وبناها على أساس قريش، وسد الباب الغربي، وما تحت عتبة بابها اليوم: من الباب الشرقي، وترك سائرها، لم يغير منه شيئا. فكل البناء الذي فيه اليوم، بناء ابن الزبير.

وبناء الحجاج في الحائط ; صلة ظاهرة للعيان، ولحمة باهرة بين البنائين. والبناء متميز عن البناء: مقدار إصبع شبه الصدع، وقد لحم. انتهى حاصله.

التالي السابق


الخدمات العلمية