السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
2455 باب منه

وهو في النووي في الباب المتقدم.

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص156 ج9 المطبعة المصرية

[(عن جابر بن سمرة ) رضي الله عنه ; (قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تعالى سمى المدينة طابة" . ) ].


(الشرح)

فيه: استحباب تسميتها "طابة". وليس فيه: أنها لا تسمى بغيره. فقد سماها الله تعالى: "المدينة"، في مواضع من القرآن.

وسماها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "طيبة"، كما في حديث زيد بن ثابت عند مسلم، (إنها طيبة. يعني: المدينة ).

قال النووي: قال العلماء: لمدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسماء ;

[ ص: 73 ] "المدينة". قال تعالى: ما كان لأهل المدينة وقال: ومن أهل المدينة .

"وطابة". "وطيبة". "والدار".

أما الدار ; فلأمنها والاستقرار بها.

وأما طابة وطيبة ; فمن "الطيب". وهو الرائحة الحسنة. والطاب والطيب: لغتان.

وقيل: من (الطيب ) بفتح الطاء وتشديد الياء. وهو الظاهر، لخلوصها من الشرك وطهارتها.

وقيل: من طيب العيش بها.

وأما المدينة، ففيها قولان لأهل العربية ;

أحدهما: "وبه جزم قطرب، وابن فارس، وغيرهما": أنها مشتقة من "دان" إذا أطاع. والدين: الطاعة.

والثاني: أنها مشتقة من "مدن بالمكان"، إذا أقام به.

وجمع المدينة: "مدن"، "ومدن". بإسكان الدال وضمها. "ومدائن" بالهمز وتركه. والهمز أفصح. وبه جاء القرآن العزيز. انتهى.

[ ص: 74 ] وذكر لها أهل السير والتواريخ: أسماء كثيرة طيبة، أشرت إليها في كتابي: "رحلة الصديق، إلى البيت العتيق". فراجع.

التالي السابق


الخدمات العلمية