السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
234 [ ص: 296 ] (باب الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السموات وفرض الصلوات)

وبمثله ترجم النووي في شرح مسلم سواء بسواء:

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 209 - 210 ج2 المطبعة المصرية

[عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت بالبراق، وهو دابة أبيض طويل، فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس قال: فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء، قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن فقال جبريل صلى الله عليه وسلم: اخترت الفطرة، ثم عرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا، فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل ، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكرياء صلوات الله عليهما؛ فرحبا ودعوا لي بخير، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل ، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل ، قيل: ومن معك؟ قال: [ ص: 297 ] محمد صلى الله عليه وسلم، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم، إذا هو قد أعطي شطر الحسن، فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل عليه السلام، قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قال: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس ؛ فرحب ودعا لي بخير، قال الله عز وجل ورفعناه مكانا عليا ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بهارون صلى الله عليه وسلم؛ فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة، فاستفتح جبريل عليه السلام، قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه ففتح لنا، فإذا أنا بموسى صلى الله عليه وسلم؛ فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل ، قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه ففتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسندا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى، وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال، قال: فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها؛ فأوحى الله إلي ما أوحى ففرض علي خمسين. [ ص: 298 ] صلاة في كل يوم وليلة؛ فنزلت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قلت: خمسين صلاة، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف؛ فإن أمتك لا يطيقون ذلك، فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم، قال: فرجعت إلى ربي فقلت: يا رب خفف على أمتي، فحط عني خمسا، فرجعت إلى موسى فقلت: حط عني خمسا، قال: إن أمتك لا يطيقون ذلك؛ فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، قال: فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال: يا محمد، إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة، لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا، فإن عملها كتبت سيئة واحدة، قال: فنزلت حتى انتهيت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه ].


(الشرح)

(عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتيت بالبراق) ، بضم الباء. اسم الدابة التي ركبها ليلة الإسراء.

قال الزبيدي في "مختصر العين"، وصاحب "التحرير": هي دابة كانت الأنبياء يركبونها. قال النووي: وهذا يحتاج إلى نقل صحيح.

قال ابن دريد: اشتقاقه من "البرق" إن شاء الله تعالى؛ يعني لسرعته.

[ ص: 299 ] وقيل: سمي بذلك، لشدة صفائه وتلألئه وبريقه.

وقيل: لكونه "أبيض".

وقال عياض: لكونه ذا لونين. قال: ووصف في الحديث بأنه أبيض. قلت: والكل محتمل، ولا مانع من إرادة الجميع. والذي في الحديث: حكاية حاله، لا اشتقاقه. والله أعلم بذلك. فإنه لا سبيل إلى معرفة المشتق منه، ولا المشتق.

"وهو دابة أبيض طويل، فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فركبته، حتى أتيت بيت المقدس".

"فيه" لغتان مشهورتان غاية الشهرة: إحداهما "بفتح الميم وإسكان القاف، وكسر الدال المخففة، والثانية "بضم الميم وفتح القاف، والدال المشددة".

قال الواحدي: من شدده، فمعناه "المطهر". ومن خففه "فمصدر أو، مكان".

فإن كان مصدرا: كان كقوله تعالى إليه مرجعكم ونحوها من المصادر.

وإن كان "مكانا"؛ فمعناه: بيت المكان، الذي جعل فيه الطهارة، أو بيت مكان الطهارة.

"وتطهيره"، إخلاؤه من الأصنام وإبعاده منها.

وقال الزجاج: "البيت المقدس، وبيت المقدس" أي: المكان الذي يطهر فيه من الذنوب.

[ ص: 300 ] ويقال فيه أيضا "إيلياء" والله أعلم.

"فربطته بالحلقة التي - يربط به - الأنبياء"، "الحلقة" بإسكان اللام على اللغة الفصيحة المشهورة.

وحكى الجوهري وغيره "فتح اللام"، أيضا. وجمعها "حلق" "وحلقات" وأما على لغة الإسكان، فجمعها "حلق"، "وحلق، بفتح الحاء وكسرها. وضمير المذكر في "به" عائد على معنى "الحلقة" وهو الشيء.

قال صاحب التحرير: المراد "حلقة باب مسجد بيت المقدس" والله أعلم.

وفي ربط البراق: الأخذ بالاحتياط في الأمور، وتعاطي الأسباب، وأن ذلك لا يقدح في التوكل؛ إذا كان الاعتماد على الله تعالى..

(قال: "ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فجاءني "جبريل" عليه السلام بإناء من خمر، وإناء من لبن، فاخترت "اللبن". فقال: جبريل عليه السلام: اخترت الفطرة).

هذا اللفظ، وقع مختصرا هنا. والمراد أنه صلى الله عليه وسلم قيل له: "اختر أي الإناءين شئت" كما جاء مبينا في الرواية الأخرى عن أبي هريرة "رض":

"فألهم صلى الله عليه وسلم اختيار اللبن".

"والفطرة" هنا "الإسلام"، "والاستقامة". ومعناه والله أعلم "اخترت علامة الإسلام والاستقامة".

[ ص: 301 ] وجعل "اللبن" علامة، لكونه سهلا"، طيبا، طاهرا، سائغا للشاربين، سليم العاقبة.

وأما الخمر؛ فإنها أم الخبائث، وجالبة لأنواع من الشر في الحال والمال، وقد أوضحها الحافظ ابن القيم في كتابه "حادي الأرواح، إلى بلاد الأفراح"، فراجع.

قال: ثم عرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل" عليه السلام: "فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد.

قيل: وقد بعث إليه؟ أي: للإسراء وصعود السماوات، وليس مراد البواب: الاستفهام عن أصل البعثة والرسالة. فإن ذلك لا يخفى عليه إلى هذه المدة. فهذا هو الصحيح في معناه.

ولم يذكر الخطابي وغيره من أهل العلم، وإن كان عياض قد ذكر خلافا أو أشار إلى خلاف، في أنه استفهم عن أصل البعثة، أو عما ذكرته.

"قال: قد بعث إليه".

قال عياض: وفي هذا أن للسماء أبوابا حقيقة، وحفظة موكلين بها.

"وفيه" إثبات الاستئذان "ففتح لنا فإذا أنا بآدم" صلى الله عليه وسلم؛ "فرحب بي ودعا لي بخير، ثم قال له: عرج بنا إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل عليه السلام: قيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن [ ص: 302 ] معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه ففتح لنا. فإذا أنا بابني الخالة: عيسى بن مريم، ويحيى بن "زكرياء. صلوات الله عليهما"، فرحبا، ودعوا لي بخير" وذكر صلى الله عليه وسلم في باقي الأنبياء نحوه.

"وفيه" استحباب لقاء أهل الفضل بالبشر والترحيب، والكلام الحسن، والدعاء لهم، وإن كانوا أفضل من الداعي.

"وفيه" جواز مدح الإنسان في وجهه، إذا أمن عليه الإعجاب وغيره من أسباب الفتنة.

وفي قوله "بابني الخالة" قال ابن السكيت: يقال "هما ابنا عم، ولا يقال ابنا خال"، ويقال: "هما ابنا خالة"، ولا يقال (ابنا عمة).

ثم عرج "بي" إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل. فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث [ ص: 303 ] إليه ؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا "بيوسف" "إذا هو قد أعطي شطر الحسن؛ فرحب بي ودعا لي بخير). ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة، فاستفتح جبريل عليه السلام. قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك ؟ قال: محمد. قال: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بإدريس، فرحب ودعا لي بخير؛ قال الله عز وجل ورفعناه مكانا عليا ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة، فاستفتح جبريل. قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا "بهارون" صلى الله عليه وسلم فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء [ ص: 304 ] السادسة. فاستفتح جبريل "عليه السلام". قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بموسى صلى الله عليه وسلم فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة. فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا، فإذا أنا "بإبراهيم" صلى الله عليه وسلم "مسندا ظهره إلى البيت المعمور.

قال عياض: يستدل به على جواز الاستناد إلى القبلة، وتحويل الظهر إليها.

"وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى" ، هكذا في الأصول "بأل" وفي الروايات بعد هذا "سدرة المنتهى".

قال ابن عباس والمفسرون: سميت بها لأن علم الملائكة ينتهي إليها، [ ص: 305 ] ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن ابن مسعود: أنها سميت بذلك، لكونها ينتهي إليها ما يهبط من فوقها، وما يصعد من تحتها من أمر الله تعالى.

(وإذا ورقها "كآذان" الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال" ) بكسر القاف جمع "قلة"، "والقلة": جرة عظيمة، تسع قربتين، أو أكثر.

(قال: فلما غشيها من أمر الله ما غشي، تغيرت. فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها؛ فأوحى (الله) إلي ما أوحى؛ ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فنزلت إلى موسى "صلى الله عليه وسلم" فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قلت: خمسين صلاة. قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك لا يطيقون ذلك، فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم؛ قال: فرجعت إلى ربي) أي: رجعت إلى الموضع الذي ناجيته منه أولا، فناجيته ثانية. "قاله النووي".

(فقلت: يا رب! خفف على أمتي. فحط عني خمسا. فرجعت إلى موسى، فقلت: حط عني خمسا. قال: إن أمتك لا يطيقون ذلك، فارجع إلى ربك "فاسأله" التخفيف. قال: فلم أزل أرجع بين "ربي" "تبارك وتعالى" وبين موسى عليه السلام) أي: بين موضع مناجاة ربي، والله أعلم.

[ ص: 306 ] حتى قال: يا محمد! إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة، لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة.

واحتج أهل العلم بهذا الحديث على جواز نسخ الشيء قبل فعله. والله أعلم.

(ومن هم بحسنة فلم يعملها، كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرة. ومن هم بسيئة فلم يعملها، لم تكتب شيئا، فإن عملها كتبت سيئة واحدة، قال: فنزلت حتى انتهيت إلى موسى "صلى الله عليه وسلم"، فأخبرته. فقال: ارجع إلى ربك، فاسأله التخفيف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت: قد رجعت إلى ربي، حتى استحييت منه).

هذا باب طويل، وقد لخص عياض "رح" في الإسراء جملا حسنة نفيسة، فقال: اختلف الناس في الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقيل: إنما كان جميع ذلك في المنام.

والحق الذي عليه أكثر الناس وجميع السلف، وعامة المتأخرين من الفقهاء، والمحدثين، والمتكلمين؛ أنه أسري بجسده صلى الله عليه وسلم، والآثار تدل عليه، لمن طالعها وبحث عنها، ولا يعدل عن ظاهرها إلا بدليل، ولا استحالة في حملها عليه، فيحتاج إلى تأويل.

وقد جاء في رواية شريك، في هذا الحديث في الكتاب، أوهام، أنكرها عليه العلماء.

وقد نبه (مسلم) على ذلك بقوله: فقدم، وأخر، وزاد ونقص.

[ ص: 307 ] "منها" قوله: "وذلك قبل أن يوحى إليه" وهو غلط، لم يوافق عليه. فإن الإسراء أقل ما قيل فيه: أنه كان بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر شهرا.

وقال الحربي: كان ليلة سبع وعشرين، من شهر ربيع الآخر. قبل الهجرة بسنة.

وقال الزهري: كان ذلك بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم بخمس سنين.

وقال ابن إسحاق: أسري به صلى الله عليه وسلم، وقد فشا الإسلام "مكة"، والقبائل.

وأشبه هذه الأقوال: قول الزهري، وابن إسحاق. إذ لم يختلفوا أن "خديجة" صلت معه صلى الله عليه وسلم بعد فرض الصلاة عليه.

ولا خلاف أنها توفيت قبل الهجرة بمدة. قيل: بثلاث سنين. وقيل: بخمس.

"ومنها" أن العلماء مجمعون على أن فرض الصلاة، كان ليلة الإسراء؛ فكيف يكون هذا قبل أن يوحى إليه ؟

وأما قوله في رواية شريك "وهو نائم"، وفي أخرى "بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان" فقد يحتج به من يجعلها "رؤيا نوم"، ولا حجة فيه. إذ قد يكون ذلك، حالة أول وصول الملك إليه، وليس في الحديث ما يدل على كونه نائما في القصة كلها انتهى.

وقد قال بذلك غير عياض.

وذكر البخاري رواية شريك في كتاب التوحيد من صحيحه مطولا.

وقال الحافظ عبد الحق "في الجمع بين الصحيحين": وقد زاد فيه؛ يعني: شريكا، زيادة مجهولة. وأتى فيه بألفاظ غير معروفة.

[ ص: 308 ] وقد روى حديث الإسراء جماعة من الحفاظ المتقنين، والأئمة المشهورين، كابن شهاب، وثابت البناني، وقتادة عن أنس. فلم يأت أحد منهم ما أتى به شريك.

"وشريك" ليس بالحافظ عند أهل الحديث، قال: والأحاديث التي تقدمت قبل هذا هي المعول عليها، انتهى.

قلت: ولذلك الفساد، لم يذكر المنذري حديثه في الباب، والله أعلم بالصواب.

التالي السابق


الخدمات العلمية