السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
245 (باب منه)

وهو في النووي في باب الإسراء.

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 232 - 233 ج2 المطبعة المصرية

[عن أبي هريرة ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم حين أسري بي لقيت موسى عليه السلام فنعته النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رجل حسبته قال مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة، قال: ولقيت عيسى فنعته النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس، يعني حماما، قال: ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه، وأنا أشبه [ ص: 312 ] ولده به قال: فأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر، فقيل لي: خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته، فقال: هديت الفطرة أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك .]
(الشرح)

(عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حين أسري بي لقيت موسى عليه السلام، فنعته النبي صلى الله عليه وسلم: "فإذا هو رجل حسبته، قال: "مضطرب رجل الرأس، بكسر الجيم، أي: رجل الشعر.

(كأنه من رجال شنوءة) تقدم شرحه. (قال: "ولقيت عيسى"، فنعته النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو ربعة أحمر) بإسكان باء "ربعة" ويجوز فتحها؛ وهو الرجل "بين الرجلين" في القامة، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير الحقير.

"وفيه" لغات؛ ربع، ومربوع، ومرتبع.

وأما وصفه بأحمر، وبآدم، كما في رواية أخرى "فالآدم" الأسمر.

وروى البخاري عن ابن عمر: أنه أنكر رواية "أحمر"، وحلف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله. يعني؛ وأنه اشتبه على الراوي).

فيجوز أن يتأول الأحمر على الآدم، ولا يكون المراد حقيقة الأمة والحمرة؛ بل ما قاربهما.

[ ص: 313 ] (كأنما خرج من ديماس، يعني حماما) بكسر الدال وإسكان الياء؛ فسره الراوي: "بالحمام".

والمعروف عند أهل اللغة؛ أن الديماس: هو الشرب، وهو أيضا الكن.

قال الهروي عن بعضهم: هو هنا "الكن".

أي: كأنه "مخدر" لم ير الشمس. قال الجوهري: خرج منه؛ يعني في نضارته وكثرة ماء وجهه، كأنه خرج من "كن"؛ لأنه قال في وصفه: كأن رأسه يقطر ماء.

وذكر صاحب "المطالع" الأقوال الثلاثة فيه.

قال النووي:

وأما "الحمام" فمعروف وهو مذكر. باتفاق أهل اللغة.

(قال: ورأيت إبراهيم "صلوات الله عليه"، وأنا أشبه ولده به، ومن أشبه أباه فما ظلم.

(وفي حديث جابر عند مسلم "رأيت إبراهيم فإذا أقرب من رأيت به شبها صاحبكم" يعني: نفسه.

(قال: فأتيت بإناءين، في أحدهما لبن، وفي الآخر خمر. فقيل لي: خذ أيهما شئت. فأخذت اللبن، فشربه، فقال: هديت الفطرة، [ ص: 314 ] أو أصبت الفطرة. أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك).

وفي حديث أنس عند مسلم (فقيل لي: أصبت، أصاب الله بك أمتك على الفطرة) أي: أراد بك الخير، والفضل.

وقد جاء "أصاب" معنى "أراد" قال تعالى: تجري بأمره رخاء حيث أصاب أي: أراد.

التالي السابق


الخدمات العلمية